ويقال: حَسَر البعيرُ، وحَسَرْته أنا، فيكون لازماً ومتعدياً. وأَحْسَرْتُه أيضاً. فيكون فَعَل وأفْعَلَ بمعنىً في أحدِ وجهَيْ فَعَل. قال الزمخشري: "الاستحسارُ مبالغةٌ في الحُسورِ. فكان الأبلغُ في وصفِهم أَنْ ينفيَ عنهم أَدْنى الحُسورِ. قلت: في الاستحسارِ بيانُ أنَّ ما هُمْ فيه يوجب غايةَ الحُسور وأقصاه، وأنَّهم أَحِقَّاءُ لتلك العباداتِ الباهظة بأَنْ يَسْتَحْسِروا فيما يَفْعلون" وهو سؤالٌ حسنٌ وجوابٌ مطابق.
* ﴿ يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ ﴾
قوله: ﴿يُسَبِّحُونَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً، وأن يكونَ حالاً من الفاعل في الجملةِ قبلَه. و﴿لاَ يَفْتُرُونَ﴾ يجوز فيه الاستئنافُ والحالُ من فاعلِ "يُسَبِّحون".
* ﴿ أَمِ اتَّخَذُوااْ آلِهَةً مِّنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ ﴾
قوله: ﴿أَمِ اتَّخَذُوااْ﴾: هذه "أم" المنقطعةُ، فتتقدَّرُ بـ بل التي لإِضرابِ الانتقال، وبالهمزةِ التي معناها الإِنكار. و"اتَّخذ" يجوزُ أََنْ يكونَ بمعنى صَنَع، فتتعلَّقَ "مِن" به. وجَوَّز الشيخُ أن يكونَ بمعنى صَيَّر التي في قوله: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾ قال: "وفيه معنى الاصطفاءِ والاختيار". و ﴿مِّنَ الأَرْضِ﴾ يجوز أَنْ يتعلَّقَ بالاتخاذ كما تقدَّم، وأَنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها نعتٌ لـ"آلهة" أي: مِنْ جنسِ الأرض.
قوله: ﴿هُمْ يُنشِرُونَ﴾ جملةٌ في محلِّ نصبٍ صفةً لآلهة. وقرأ العامَّةُ "يُنْشِرون" بضمِّ حرفِ المضارعة مِنْ أَنْشَر. وقرأ الحسن بفتحها وضم الشين يُقال: أَنْشَر اللهُ الموتى فَنَشَروا، ونَشَر يكون لازماً ومتعدياً.
* ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾
(١٠/٢٨٥)
---


الصفحة التالية
Icon