قوله: ﴿يَوْمَ﴾: فيه أوجهُ، أحدُها: أَنْ يَنْتَصِبَ بـ"تَذْهَلُ" ولم يذكُرِ الزمخشريُّ غيره. الثاني: أنه منصوبٌ بـ"عظيم". الثالث: أنه منصوبٌ بإضمار اذكر. الرابع: أنه بدلٌ من الساعة. وإنما فُتح لأنه مبنيٌّ لإِضافتِه إلى الفعلِ. وهذا إنما يَتَمَشَّى على قولِ الأخفش، وقد تَقَدَّم تحقيقُه آخرَ المائدة. الخامس: أنه بدلٌ من "زلزلة" بدلُ اشتمالٍ؛ لأنَّ كلاً من الحدثِ والزمانِ يَصْدُقُ أنه مشتملٌ على الآخر، ولا يجوزُ أَنْ ينتصِبَ بـ"زلزلة" لِمَا يَلْزَمُ من الفصلِ بين المصدرِ ومعمولِه بالخبر.
قوله: ﴿تَرَوْنَهَا﴾ في هذا الضميرِ قولان، أظهرهما: أنه ضميرُ الزلزلةِ لأَنها المحدَّثُ عنها، ويؤيِّدُه أيضاً قولُه ﴿تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ﴾. الثاني: أنه ضميرُ الساعةِ. فعهلى الأولِ يكونُ الذُّهولُ والوَضْعُ حقيقةً لأنه في الدنيا، وعلى الثاني يكونُ على سبيلِ التعظيم والتهويل، وأنها الحيثيةِ، إذ المرادُ بالساعةِ القيامةُ، وهو كقولِه: ﴿يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً
. قوله: ﴿تَذْهَلُ﴾ في محلِّ نصب على الحال من "ها" في "تَرَوْنَها" فإنَّ الرؤيَةَ هنا بَصَريةٌ، وهذا إنما يَجيِيْءُ على غيرِ الوجهِ الأولِ. وأمَّا الوجهُ الأولُ وهو أنَّ "تَذْهَلُ" ناصِبٌ لـ"يومَ تَرَوْنَها" فلا محلَّ للجملةِ من الإِعرابِ لأنها مستأنفةٌ، أو يكونُ محلُّها النصبَ على الحال من الزلزلة، أو من الضمير في "عظيم"، وإنْ كان مذكراً، لأنَّه هو الزَّلْزَلَةُ في المعنى، أو من الساعمة، وإن كانت مضافاً إليها، لأنها: إمَّا فاعلٌ أو مفعولٌ كما تقدَّم. وإذا جَعَلْناها حالاً فلا بُدَّ من ضميرِ محذوفٍ تقديرُه: تَذْهَلُ فيها.
(١٠/٣٤٨)
---


الصفحة التالية
Icon