قوله: ﴿وَكَذالِكَ أَنزَلْنَاهُ﴾: الكافُ: إمَّا حالٌ من ضميرِ المصدرِ المقدرِ، وإمَّا نعتٌ لمصدرٍ محذوفٍ على حَسَبِ ما تقدَّم من الخلاف أي: ومثلَ ذلك الإِنزالِ أنْزَلْنا القرآنَ كلَّه آياتٍ بيناتٍ. فـ"آياتٍ" حالٌ.
قوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي﴾ يجوز في "أنَّ" ثلاثةُ أوجهٍ أحدُها: أنَّها منصوبةٌ المحلِّ عَطْفاً على مفعولِ "أَنْزَلْناه" أي: وأنزَلْنا أنَّ الله يَهْدِي مَنْ يريد. أي: أَنْزَلْنا هدايةَ اللهِ لمن يريدُ هدايتَه. الثاني: أنها على حَذْف حرفِ الجر، وذلك الحرفُ متعلقٌ بمحذوفٍ. والتقديرُ: ولأنَّ اللهَ يهدِي مَنْ يريدُ أَنْزَلناه، فيجيءُ في موضعها القولان المشهوران: أفي محلِّ نَصْبٍ هي أم جر. وإلى هذا ذهبل الزمخشريُّ وقال في تقدِيره: "ولأنَّ الله يهديْ به الذي يعلمُ أنهم يؤمنونَ أنزله كذلك مبيِّناً". الثالث: أنها في محلِّ رفعٍ خبراً لمبتدأ مضمر، تقديرُه: والأمرُ أنَّ الله يهدِي مَنْ يريد.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوااْ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾
قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾: الآية فيها ثلاثةُ أوجه، أحدُها: أنَّ "إنَّ" الثانيةَ واسمَها وخبرَها في محلِّ رفع خبراً لـ"إنَّ" الأولى. قال الزمخشري: "وأُدْخِلَتْ "إنَّ" على كلِّ واحدٍ من جُزْأَي الجملةِ لزيادةِ التأكيدِ. ونحوُه قولُ جريرٍ:
٣٣٧٥ـ إنَّ الخليفةَ إنَّ اللهَ سَرْبلَه * سِرْبالَ مُلْكٍ به تُرْجَى الخواتيمُ
(١٠/٣٦٥)
---