قوله: ﴿فَيَكُونَ﴾ العامَّةُ على نصبِه. وفيه وجهان، أحدُهما: نصبٌ على جوابِ التحضيضِ. والثاني قال أبو البقاء: فيكوَ منصوبٌ على جوابِ الاستفهام" وفيه نظرٌ؛ لأنَّ ما بعدَ الفاءِ لا يَتَرَتَّبُ على هذا الاستفهامِ. وشرطُ النصبِ: أن ينعقدَ منها شرطٌ وجزاءٌ. وقُرىء "فكيونُ" بالرفعِ، وهو معطوفٌ على "أُنْزِل". وجاز عطفُه على الماضيي؛ لأنَّ المرادَ بالماضي المستقبلُ، إذ التقدير: لولا نُنَزِّلُ.
* ﴿ أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً ﴾
قوله: ﴿أَوْ يُلْقَى﴾: "أو تكونُ" معطوفان على "أُنْزِلَ" لِما تقدَّم مِنء كونِه بمعنى نُنَزَّل. ولا يجوزُ أَنْ يُعْطفا على "فيكونَ" المنصوبِ في الجواب، لأنهما مُنْدَرجان في التحضيض في حكم الواقعِ بعد "لولا". وليس المعنى على أنهما جوابٌ للتحضيضِ فيعطفا على جوابِه. وقرأ الأعمش وقتادةُ "أو يكونُ له" بالياء من تحتُ؛ لأن تأنيثَ الجنةِ مجازيٌّ.
قوله: ﴿يَأْكُلُ مِنْهَا﴾ الجملةُ في موضعِ الرفعِ صفةً لـ"جنةٌ". وقرأ الأخَوان "نَأْكُلُ" بنون الجمعِ. والباقون بالياء من تحتُ أي: الرسول.
قوله: ﴿وَقَالَ الظَّالِمُونَ﴾ وَضَعَ الظاهرَ موضعَ المضمرِ، إذ الأصل: وقالوا. قال الزمخشري: "وأرادَ بالظالمين إياهم بأعيانهم". قال الشيخ: "وقوله ليس تركيباً سائغاً، بل التركيبُ العربيُّ أَنْ يقولَ: أرادَهم بأعيانِهم".
* ﴿ تَبَارَكَ الَّذِيا إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِّن ذالِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُوراً ﴾
قوله: ﴿جَنَّاتٍ﴾: يجوز أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ "خيراً"، وأَنْ يكونَ عطفَ بيانٍ عند مَنْ يُجَوِّزه في النكراتِ، وأَنْ يكونَ منصوباً بإضمارِ أعنى. و﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ﴾ صفةٌ.
(١١/١٤٨)
---


الصفحة التالية
Icon