قال الزمخشري: "ولو قُرِىء "يُمَشَّون" لكان أوجهَ، لولا الروايةُ" يعني بالتشديد. قلت: قد قرأ بها السُّلَمِيُّ ولله الحمد.
قوله: ﴿أَتَصْبِرُونَ﴾ المعادِلُ محذوفٌ أي: أم لا تصبرون. وهذه الجملةُ الاستفهاميةُ قال الزمخشري: "موقعها بعد الفتنةِ موقع "أيُّكم" بعد الابتلاءِ في قولهِ ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ﴾ يعني أنها معلَّقةٌ لِما فيها مِنْ معنى فِعْلِ القلبِ، فتكونُ منصوبةَ المحلِّ على إسقاطِ الخافضِ.
* ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُواْ فِيا أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً ﴾
قوله: ﴿عُتُوّاً﴾: مصدرٌ. وقد صَحَّ هنا، وهو الأكثرُ، وأُعِلَّ في سورة مريم في ﴿عِتِيّاً﴾ لمناسبةٍ ذُكِرَتْ هناك وهي تواخي رؤوسِ الفواصلِ.
* ﴿ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلاَئِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً ﴾
قوله: ﴿يَوْمَ يَرَوْنَ﴾: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنه منصوبٌ بإضمار فعلٍ يَدُلُّ عليه قوله: "لا بُشْرى" أي: يُمْنعون البشرى يومَ يَرَوْن. الثاني: أنه منصوبٌ باذْكُرْ، فيكونُ مفعولاً به. الثالث: أنه منصوبٌ بـ"يُعَذِّبون" مقدراً. ولا يجوز أَنْ يعملَ فيه نفسُ البُشْرى: لوجهين، أحدهما: أنها مصدرٌ، والمصدرُ لا يعملُ فيما قبله. والثاني: أنها منفيةٌ بـ"لا"، وما بعدَها لا يَعْمل فيما قبلَها.
(١١/١٥٧)
---