قوله: ﴿لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾: إنما عَدَل عن لأَسْجُنَنَّك وهو أَخَصُّ منه؛ لأنَّ فيه مبالغةً ليسَتْ في ذاك، أو معناه: لأَجْعَلَنَّك مِمَّنْ عَرَفْتَ حالَه في سُجون].
* ﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿أَوَلَوْ جِئْتُكَ﴾: هذه واوُ الحالِ. وقال الحوفي: "للعطف". وقد تقدَّم تحريرُ هذا عند قولِه: ﴿أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ﴾ في البقرة. وغالبُ الجملِ هنا تقدَّم إعرابُها.
* ﴿ قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَاذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿حَوْلَهُ﴾: حالٌ من "الملأ". ومفعولُ القولِ قولُه: ﴿إِنَّ هَاذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ﴾، وقيل: صلةٌ للملأ فإنه بمعنى الذي. وقيل: الموصولُ محذوفٌ، وهما قولان للكوفين.
* ﴿ فَأَلْقَوْاْ حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ ﴾
قوله: ﴿بِعِزَّةِ فِرْعَونَ﴾: يجوزُ أن يكون قَسَماً، وجوابُه: ﴿إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ﴾. ويجوزُ أن يتعلَّقَ بمحذوفٍ أي: نَغْلِبُ بسببِ عزَّتِه، يَدُلُّ عليه ما بعدَه، ولا يجوز أَنْ يتعلَّقَ بـ: الغالبون"، لأنَّ ما في حَيِّز "إنَّ" لا يتقدم عليها.
* ﴿ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴾
قوله: ﴿فَأُلْقِيَ﴾: قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: فاعلُ الإِلقاءِ ما هو صُرِّح به؟ قلت: هو اللهُ عزَّ وجل"، ثم قال: ولك أَن لا تقدِّرَ فاعلاً؛ لأنَّ "أُلْقُوا" بمعنى خَرُّوا وسقطوا". قال الشيخ: "وهذا ليس بشيءٍ؛ لأنه لا يُبْنَى الفعلُ للمعفولِ إلاَّ وله فاعلٌ ينوبُ المفعولُ به عنه. أما أنه لا يُقَدَّر له فاعلٌ فقولُ ذاهِبٌ عن الصوابِ".
(١١/١٩٨)
---