(١١/٢٠٠)
---
٣٥١٥ـ حاذِرٌ أَنْمِيْ سِلاحي * إلى أوصالِ ذَيَّالٍ مَنيعِ
وقرأ ابن السَّميفع وابن أبي عمار "حاذِرُوْن" بالدال المهملة من قولهم: "عَيْنٌ حَدْرَة" أي: عظيمة، كقوله:
٣٥١٦ـ وعَيْنٌ لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ *......................
والمعنى: عظيماً. وقيل: الحادِرُ: القويُّ الممتلىء. وحُكي: رجلٌ حادِرٌ أي: ممتلِىءٌ غَيْظاً، ورجلٌ حادِرٌ أي: أحمقُ كأنه ممتلىءٌ مِنْ الحَمَقِ، قال:
٣٥١٧ـ أُحِبُّ الغلامَ السَّوْءَ من أجلِ أمِّه * وأُبْغِضُهُ من بُغْضِها وهو حادِرُ
ويقال: أيضاً: رجلٌ حَذُر، بزنة "يَقُظ" مبالغةً في حاذِر، من هذا المعنى قلت: فقد صار يُقال: حَذِرَ وحَذُر وحاذر بالدال المعجمة والمهملة، والمعنى مختلف.
* ﴿ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴾
قوله: ﴿وَمَقَامٍ﴾: قرأ العامَّةُ بفتحِ الميمِ، وهو مكانُ القيامِ، وقتادة والأعرج بضمِّها. وهو مكانُ الإِقامة.
* ﴿ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيا إِسْرَائِيلَ ﴾
قوله: ﴿كَذَلِكَ﴾: فيه ثلاثةُ أوجهٍ، قال الزمخشري: "يَحْتمل ثلاثةَ أوجهٍ: النصبَ على" أخْرَجْناهم مثلَ ذلك الإخراج الذي وَصَفْنا. والجرُّ على أنَّه وصفٌ لـ مَقامٍ أي: ومقامٍ كريمٍ مثلِ ذلك المَقامِ الذي كان لهم. زوالرفعُ على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ أي: الأمر كذلك". قال الشيخ: "فالوجهُ الأولُ لا يَسُوْغُ؛ لأنه يَؤُوْل إلى تشبيهِ الشيءِ بنفسِه، وكذلك الوجهُ الثاني لأنَّ/ المَقامَ الذي كان لهم هو المَقامُ الكريمُ فلا يُشَبَّهُ الشيءُ بنفسِه" قلت: وليس في ذلك تشبيهُ الشيِ بنفسِه؛ لأنَّ المرادَ في الأول: أَخْرَجْناهم إخراجاً مثلَ الإِخراجِ المعروفِ المشهورِ، وكذلك الثاني.
قوله: ﴿وَأَوْرَثْنَاهَا﴾ عطفٌ على "فَأَخْرَجْناهم".
* ﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ﴾
(١١/٢٠١)
---


الصفحة التالية
Icon