قوله: ﴿عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ﴾: قال الشيخ: الظاهرُ تعلُّقُ "على قلبِك" و"لتكون" بـ"نَزَل" ولم يَذْكُرْ ما يقابلُ هذا الظاهرَ. وأكثرُ مايُتَخيل أنَّه يجوزُ أن يتعلقا بـ"تنزيل" أي: وإنه لتنزيلُ ربِّ العالمين على قلبك لتكون. ولكنْ فيه ضَعْفٌ من حيث الفصلُ بين المصدرِ ومعموله بجملة "نَزَلَ به الروحُ". وقد يُجاب عنه بوجهين، أحدُهما: أنَّ هذه الجملةَ اعتراضيةٌ وفيها تأكيدٌ وتسديدٌ، فليسَتْ بأجنبية. والثاني: الاغتفارُ في الظرفِ وعديلِه. وعلى هذا فلا يَبْعُدُ أن يجيءَ في المسألةِ بابُ الإِعمالِ؛ فإنَّ كُلاًّ من "تنزيل" و"نَزَل" يطلبُ هذه الجارَّيْن.
* ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿بِلِسَانٍ﴾: يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ بـ المُنْذِرين أي: ليكونَ من الذين أَنْذَرُوا بهذا اللسانِ العربيِّ وهم: هودٌ وصالحٌ وشعيبٌ وإسماعيلُ ومحمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم. ويجوز أن يتعلَّقَ بـ"نَزَلَ" أي: نَزَلَ باللسانِ العربيِ لتنذرَ به؛ لأنه لو نَزَلَ بالأعجمي لقالوا: لِمَ نَزَل علينا مالا نفهمُه؟ وجَوَّز أبو البقاء أن يكون بدلاً من "به" بأعادِة العاملِ قال: "أي: نَزَلَ بلسانٍ عربيّ أي: برسالة أو لغة".
* ﴿ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ ﴾
قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ﴾: أي: وإن القرآنَ. وقيل: وإن محمداً. وفيه التفاتٌ؛ إذ لو جَرَى على ما تقدَّم لقيل: وإنَّك لفي زُبُر. وقرأ الأعمش "زُبْرِ" بسكونش الباء، وهي مخففةٌ من المشهورةِ.
* ﴿ أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيا إِسْرَائِيلَ ﴾
(١١/٢٢٣)
---