(١١/٢٤٢)
---
* ﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يامُوسَى لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴾
قوله: ﴿وَأَلْقِ﴾: عطفٌ على ما قبلَه من الجملةِ الاسميةِ الخبريةِ. وقد تقدَّم أنَّ سيبويهِ لا يَشْترط تناسُبَ الجملِ، وأنه يُجيز "جاء زيدٌ ومَنْ أبوك" وتقدَّمت أدلَّتُه في أول البقرة. وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ علامَ عَطَفَ قولَه: ﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ﴾ قلت: على قوله "بُوْرِكَ" لأنَّ المعنى: نُوْدِيَ أَنْ بُوْرِكَ. وقيل له: أَلْقَ عَصاك. والدليلُ على ذلك قولُه: "وأَنْ أَلْقِ عَصاك" بد قولِه "يا موسى إنَّه أنا اللهُ" على تكريرِ حرف التفسيرِ كما تقول: "كتْبْتُ إليه أَنْ حُجَّ واعْتَمِرْ" وإنْ شِئْتَ: أَنْ حُجَّ وأَنِ اعْتَمِرْ". قال: الشيخ: "وقولُه: "إنه معطوفٌ على "بُوْرِكَ" منافٍ لتقديرِه "وقيل له: "أَلْقِ عصاك" لأَنَّ هذه جملةٌ معطوفةٌ على "بُوْرِكَ" وليس جُزْؤها الذي هو معمول "وقيل" معطوفاً على "بُوْرِكَ"، وإما احتاج إلى تقديرِ "وقيل له: أَلْقِ" لتكونَ جملةً خبريةً مناسِبَةً للجملةِ الخبريةِ التي التي عُطِفَتْ عليها. كأنه يَرَى في العطفِ تناسُبَ الجملِ المتعاطفةِ. والصحيحُ أنَّه لا يُشْتَرَطُ ذلك" ثم ذكرَ مذهبَ سيبويه.
قوله: ﴿تَهْتَزُّ﴾ جملةٌ حاليةٌ مِنْ هاء "تَراها" لأنَّ الرؤيةَ بَصَرِيَّةٌ.
قوله: ﴿كَأَنَّهَا جَآنٌّ﴾ يجوزُ أَنْ تكونَ حالاً ثانيةً، وأَنْ تكونَ حش الاً من ضمير "تَهْتَزُّ" فتكونَ حالاً متداخلةً. وقرأ الحسن والزهري وعمرو بن عبيد "جَأَنٌّ" بهمزةٍ مكانَ الألفِ، وتقدَّم تقريرُ هذا في آخرِ الفاتحةِ عند ﴿وَلاَ الضَّآلِّينَ
﴾. قوله: ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾ يجوز أن يكونَ عطفاً على"وَلَّى"، وأَنْ يكونَ حالاً أخرى. والمعنى: لم يَرْجِعْ على عَقِبِه. كقوله:
(١١/٢٤٣)
---