قوله: ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ﴾: خبرٌ مقدَّمٌ، و"إلاَّ أْن قالوا" في موضعِ الاسمِ. وقرأ الحسنُ وابنُ أبي إسحاق برفِعه اسماً، و"إلاَّ أنْ قالوا" خبراً. وهو ضعيفٌ لِما عَرَفْتَ غيرَ مرةٍ. وتقدَّم قرآناً "قَدَّرْنا" تشديداً وتخفيفاً.
* ﴿ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَآءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴾
والمخصوصُ بالذمِّ محذوفٌ. أي: فساءَ مَطَرُ المنذَرينَ مَطَرُهم.
* ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
قوله: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: العامَّةُ على كسرِ لام "قُلِ" لالتقاءِ الساكنين. وأبو السَّمَّال بفتحِها تخفيفاً، وكذا في قولِه: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾. "سلامٌ" مبتدأٌ سَوَّغَ الابتداءَ به كونُه دعاءً.
قوله: "أَمْ ما" "أم" هذه متصلةٌ عاطفةٌ لاستكمالِ شروطِها. والتقديرُ: أيُّهما خيرٌ؟ و"خيرٌ": إمَّا تفضيلُ على رغمِ الكفارِ وإلزامِ الخَصْمِ، أو صفةٌ لا تفضيلَ فيها. و"ما" في "أَمْ ما" بمعنى الذي. وقيل: مصدرٌ. وذلك على حَذْفِ مضافٍ من الأولِ أي: أتوحيدُ اللهِ خيرٌ أم شِرْكُهم.
وقرأ أبوعمروٍ وعاصم "أضمْ ما يُشْرِكون" بالغَيْبَةِ حَمْلاً على ما قبلَه من قوله....
* ﴿ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإِلَاهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ ﴾
قوله: ﴿أَمَّنْ خَلَقَ﴾: أَمْ هذه منقطعةٌ؛ لعدمِ تقدُّمِ همزةِ استفهامٍ ولا تَسْويةٍ. "ومَنْ خَلَقَ" مبتدأٌ. وخبرُه محذوفٌ، فَقَدَّره الزمخشري: "خيرٌ أَمْ ما تُشْرِكُون" فَقَدَّرَ ما أَثْبَته في الاستفهامِ الأولِ، وهو حَسَنٌ، وقدَّره ابنُ عطيةً: "يُكْفَرُ بنعتِه ويُشْرك به، ونحوَ هذا من المعنى".