قوله: ﴿فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا﴾: في "خيرٌ" وجهان، أحدُهما: أنها للتفضيلِ باعتبارِ زَعْمهم، أو على حَذْفِ مضافٍ أي: خيرٌ مِنْ قَدْرِها واستحقاقِها فـ"مِنْها" في محلِّ نصبٍ، وأَنْ لا تكونَ للتفضيلِ. فيكونَ "منها" في موضعِ رفعٍ صفةً لها.
قوله: ﴿مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ﴾ قد تقدَّم في هود فتحُ "يوم" وجَرُّه، و"إذ" مضافةٌ لجملةٍ حُذِفَتْ وعُوِّض عنها التنوينُ. والأحسنُ أَنْ تٌقَدَّرَ: يومَ إذ جاءَ بالحسنةِ. وقيل: يومَ إذ تَرى الجبالَ. وقيل: يومَ إذ يُنْفَخُ في الصُّور. والأولُ أَوْلى لقُرْب ما قُدِّر منه.
* ﴿ وَمَن جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾
قوله: ﴿هَلْ تُجْزَوْنَ﴾: على إضمار قولٍ، وهذا القولُ حالٌ مِمَّا قبله أي: كُبَّتْ وجوهُهم مقولاً لهم ذلك القولُ.
* ﴿ إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
قوله: ﴿الَّذِي حَرَّمَهَا﴾: هذه قراءةُ الجمهورِ صفةً للرَّب. وابن مسعودٍ وابن عباس "التي" صفةً للبَلْدة، والسياقُ إنما هو للربِّ لا للبلدة، فلذلك كانتِ العامَّةُ واضحةً.
* ﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴾
"التي" صفةً للبَلْدة، والسياقُ إنما هو للربِّ لا للبلدة، فلذلك كانتِ العامَّةُ واضحةً.
* ﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىا فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴾
(١١/٣٠٣)
قوله: ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ﴾: العامَّةُ على إثباتِ الواوِ بعد اللام. وفيها تأويلان، أحدُهما ـ وهو الظاهر ـ أنَّه من التلاوةِ وهي القراءةُ، ومابعدَه يُلائمه. والثاني: من التُّلُوِّ وهو الاتِّباعُ كقولِه: ﴿وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىا إِلَيْكَ﴾. وقرأ عبدالله "أنْ اتْلُ" أمراً له عليه السلام، فـ"أن" يجوز أَنْ تكونَ المفسِّرة، وأَنْ تكونَ المصدريةَ وُصِلَتْ بالأمر. وقد تقدَّم ما فيه.
قوله: ﴿وَمَن ضَلَّ﴾ يجوز أَنْ يكونَ الجوابُ قولَه: ﴿فَقُلْ إِنَّمَآ﴾. ولا بُدَّ مِنء حَذْفِ عائدٍ على اسمِ الشرط. اي: مِنَ المنذِرين له؛ لِما تَقَدَّم في البقرة. وأَنْ يكونَ الجوابُ محذوفاً، أي: فوبالُ ضلالهِ عليه.
* ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ للَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ ﴾

قوله: ﴿عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾: قد تقدَّمَ أنه قُرِىء بالياء والتاءِ في آخرِ هود.


الصفحة التالية
Icon