قوله: ﴿وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ﴾ قرأ الأخوانَ "يَرَى" بفتح الياءِ والراءِ مضارعَ "رَأى" مسنداً إلى فرعونَ وما عُطِفَ عليه فلذلك رفعوا. والبقاون بضمِّ النون وكسرِ الراءِ مضارعَ "أرى"؛ ولذلك نُصِبَ فرعنن وما عُطِف عليه مفعولاً أولَ. و"ما كانوا" هو الثاني و"منهم" متعلِّقٌ بفعلٍِ الرؤيةِ أو الإِراءة، لا بـ"يَحْذَرون" لأنَّ ما بعد الموصولِ لا يَعْمَلُ فيما قبلَه. ولا ضرورةَ بنا إلى أَنْ نقول: اتُسِعَ فيه.
* ﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيا إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾
قوله: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ المفسِّرة والمصدريةَ. وقرأ عمر بن عبدالعزيز وعمر بن عبدالواحد بكسرِ النونِ على التقاءِ الساكنين كأنه حَذَف همزةَ القطعِ على غيرِ قياسٍ، فالتقى ساكنان، فكُسِرَ أَوَّلُهما.
* ﴿ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ ﴾
قوله: ﴿لِيَكُونَ﴾: في اللامِ الوجهان المشهوران: العِلِّيَّةُ المجازيةُ بمعنى: أنَّ ذلك لَمَّا كان نتيجةَ فِعْلِهم وثمرتَه، شُبِّه بالداعي الذي يفعلُ الفاعلُ الفعلَ لأجله، أو الصيرورةُ. وقرأ العامَّةُ بفتحِ الحاءِ والزاي وهي لغةُ قريشٍ والأخوان بضمٍ وسكونٍ. وهما لغتان بمعنىً واحدٍ كالعُدْمِ والعَدَم.
قوله: ﴿خَاطِئِينَ﴾: العامَّةُ على الهمزِ. مأخوذٌ من الخَطأ ضدَّ الصواب. وقُرِىءَ بياءٍ دونَ همزةٍ، فاحْتُمِلَ أن يكونَ كالأولِ ولكن خُفِّفَ، وأَنْ يكنَ مِنْ خطا يَخْطُو، أي: تجاوزَ الصوابَ.
* ﴿ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴾
(١١/٣٠٦)