قوله: ﴿خَالِدِينَ﴾: هو حالٌ. وخبرُ "إنَّ" الجملةُ مِنْ قولِه: "لهم جَنَّاتُ". والأحسنُ أَنْ يُجْعَلَ "لهم" هو الخبرَ وحده، و"جناتُ" فاعلٌ به. وقرأ زيدُ بن علي "خالدون" بالواو فيجوزُ أَنْ يكون هو الخبرَ، والجملة - أو الجارُّ وحده - حالٌ. ويجوز أَنْ يكونَ "خالدون" خبراً ثانياً لـ إنَّ.
قوله: "وَعْدَ اللَّهِ" مصدرٌ مؤكِّدٌ لنفسِه لأنَّ قوله: "لهم جنات" في معنى: وَعَدَهم اللَّهُ ذلك. و"حَقَّاً" مصدرٌ مؤكِّدٌ لغيره، أي: لمضمونِ تلك الجملةِ الأولى، وعاملُهما مختلِفٌ: فتقديرُ الأولِ: وَعَدَ اللَّهُ ذلك وَعْداً، وتقديرُ الثاني: أحقُّ ذلك حقاً.
* ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾
قوله: ﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾: تقدَّم في الرعد.
* ﴿ هَاذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿مَاذَا خَلَقَ﴾: "ما" استفهامٌ. وقد تقدَّم تحقيقُ هذا في البقرة.
* ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾
ولقمان قيل: أعجميٌّ. وهو الظاهر. فمنعُه للتعريفِ والعُجْمةِ الشخصية. وقيل: عربيٌّ مشتقٌّ مِن اللَّقْمِ وهو حينئذٍ مرتجلٌ؛ لأنه لم يَسْبِقْ له وَضْعٌ في النكرات. ومَنْعُه حينئذٍ للتعريفِ وزيادةِ الألفِ والنون.
* ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾
(١١/٣٩٧)
---


الصفحة التالية
Icon