٣٨٣١- نَدِمَ البُغاةُ ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ * والبَغيُ مَرْتَعٌ مُبْتَغِيْه وخيمُ
والأكثرُ حينئذٍ حَذْفُ مرفوعِها تقديرُه: ولات الحينُ حينَ مناصٍ. وقد يُحْذَفُ المنصوبُ ويبقى المرفوعُ. وقد قرأ هنا بذلك بعضُهم كقوله:
٣٨٣٢- مَنْ صَدَّ عَنْ نيرانِها * فأنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ
أي: لا براحٌ لي. ولا تعملُ في غيرِ الأحيان على المشهور، وقد تُمُسِّك بإعمالها في غير الأحيان بقولِه:
٣٨٣٣- حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ * وبدا الذي كانَتْ نَوارُ أجَنَّتِ
فإنَّ "هَنَّا" مِنْ ظروفِ الأمكنةِ. وفيه شذوذٌ مِنْ ثلاثةِ أوجهٍ، أحدها: عَمَلُها في اسمِ الإِشارةِ وهو معرفةٌ ولا تعملُ إلاَّ في النكراتِ. الثاني: كونُه لا يَتَصَرَّفُ. الثالث: كونُه غيرَ زمانٍ. وقد رَدَّ بعضُهم هذا بأنَّ "هَنَّا" قد خرجَتْ عن المكانية واسْتُعْمِلت في الزمان، كقولِه تعالى: ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ وقولِ الشاعر:
٣٨٣٤-............................ * فهناك يَعْتَرفون أين المَفْزَعُ
كما تقدم في سورة الأحزاب؛ إلاَّ أنَّ الشذوذَيْن الآخرَيْن باقيان. وتأوَّل بعضُهم البيتَ أيضاً بتأويلٍ آخرَ: وهو أَنَّ "لاتَ" هنا مهملةٌ لا عملَ لها و"هَنَّا" ظرفٌ خبرٌ مقدمٌ/ و"حَنَّتِ" مبتدأ بتأويلِ حَذْفِ "أنْ" المصدرية تقديرُه: أنْ حَنَّتْ نحو "تَسْمَعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أَنْ تَراه". وفي هذا تكلُّفٌ وبُعْدٌ. إلاَّ أنَّ فيه الاستراحةَ من الشذوذاتِ المذكورات أو الشذوذَيْن.
(١٢/٢٣١)
---