وقرأ عيسى أيضاً بكسرِ التاءِ فقط، ونصبِ "حين" كالعامَّةِ. وقرأ أيضاً "ولات حينُ" بالرفعِ، "مناصَ" بالفتح. وهذه قراءةٌ مشكلةٌ جداً لا تَبْعُدُ عن الغلطِ مِنْ راويها عن عيسى فإنه بمكانةٍ مِنْ العلمِ المانعِ له من مثلِ هذه القراءةِ. وقد خَرَّجها أبو الفضلِ الرازيُّ في "لوامحه" على التقديمِ والتأخيرِ، وأنَّ "حين" أُجْرِي مُجْرى قبل وبعد في بنائِه على الضمِّ عند قَطْعِه عن الإِضافة بجامع ما بينه وبينهما مِن الظرفيةِ الزمانيةِ. و"مَناصَ" اسمُها مبنيٌّ على الفتح فُصِل بينَه وبينها بـ "حين" المقطوعِ عن الإِضافة./ والأصلُ: ولاتَ مناص حين كذا، ثم حُذِفَ المضافُ إليه "حين"، وبُني على الضم وقَدَّم فاصلاً بين "لات" واسمِها. قال: "وقد يجوزُ أَنْ يكونَ لذلك معنًى لا أَعْرِفُه". وقد رُوِي في تاءِ "لاتَ" الفتحُ والكسرُ والضمُّ.
(١٢/٢٣٦)
---


الصفحة التالية
Icon