بفتح الراء. وقُرِئَ "لَيَبْغِ" بحَذْف الياء. قال الزمخشري: "اكتفى منها بالكسرة" وقال الشيخ: "كقوله:
٣٨٦٤- محمدُ تَفِدْ نفسَك كلُّ نَفْسٍ *.............................
يريد "تَفْدِي" على أحدِ القولين" يعني: أنه حذفَ الياءَ اكتفاءً عنها بالكسرةِ. والقول الثاني: أنه مجزومٌ بلامِ الأمرِ المقدرةِ. وقد تقدَّم هذا في سورة إبراهيم عليه السلام، إلاَّ أنَّه لا يتأتَّى هنا لأنَّ اللامَ مفتوحةٌ.
قوله: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ استثناءٌ متصلٌ مِنْ قولِه: "بعضهم" وقوله: "وقليلٌ" خبرٌ مقدمٌ و"ما" مزيدةٌ للتعظيم. و"هم" مبتدأ.
قوله: "فَتَنَّاه" بالتخفيفِ. وإسنادُه إلى ضميرِ المتكلمِ المعظِّم نفسَه قراءةُ العامَّةِ. وعمرُ بن الخطاب والحسن وأبو رجاء "فَتَّنَّاه" بتشديد/ التاء وهي مبالغةٌ. وقرأ الضحاك "أفتنَّاه" يُقال: فَتَنَه وأَفْتَنَه أي: حَمَله على الفتنةِ. ومنه قولُه:
٣٨٦٥- لَئِنْ فَتَنَتْنِيْ لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْ *.......................
وقرأ قتادةُ وأبو عمروٍ في روايةٍ "فَتَناه" بالتخفيف. و"فتنَّاه" بالتشديد والألفُ ضميرُ الخصمين. و"راكِعاً" حالٌ مقدرةٌ، قاله أبو البقاء. وفيه نظرٌ لظهورِ المقارنة.
* ﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾
قوله: ﴿ذَلِكَ﴾: الظاهرُ أنَّه مفعولُ "غَفَرْنا". وجَوَّز أبو البقاءِ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ أي: الأمرُ ذلك وأيُّ حاجةٍ إلى هكذا؟
* ﴿ يادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾
(١٢/٢٥٠)
---


الصفحة التالية
Icon