(١٢/٢٥٥)
---
وقرأ زيد بن علي: "مِساحاً" بزنةِ قِتال. والباءُ في "بالسُّوْق" مزيدةٌ، مِثْلُها في قولِه: ﴿وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ﴾. وحكى سيبويه "مَسَحْتُ رأسَه وبرأسِه" بمعنًى واحدٍ. ويجوز أن تكونَ للإِلصاق كما تقدَّم تقريرُه. وتقدَّم هَمْزُ السُّؤْق وعدمُه في النمل. وجعل الفارسي الهمزَ ضعيفاً. وليس كما قال؛ لِما تقدَم من الأدلة. وقرأ زيد بن عليّ "بالساق" مفرداً اكتفاءً بالواحدِ لعَدمِ اللَّبْسِ كقولِه:
٣٨٦٩-................................... *........................ وأمَّا جِلْدُها فصَلِيْبُ
وقولِه:
٣٨٧٠- كلُوا في بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا *.........................................
وقولِه:
٣٨٧١-................................... * في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجيْنا
وقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: بمَ اتَّصَلَ قولُه: "رُدُّوها عليَّ"؟ قلت: بمحذوفٍ تقديرُه قال: "رُدُّوها" فأضمر، وأضمر ما هو جوابٌ له. كأنَّ قائلاً قال: فماذا قال سليمان؟ لأنه موضعٌ مُقتَضٍ للسؤالِ اقتضاءً ظاهراً". قال الشيخ: "وهذا لا يُحتاجُ إليه؛ لأنَّ هذه الجملةَ مُنْدَرِجَةٌ تحت حكايةِ القولِ وهو: ﴿فَقَالَ إِنِّيا أَحْبَبْتُ﴾.
* ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ﴾
قوله: ﴿جَسَداً﴾: فيه وجهان: أظهرُهما: أنه مفعولٌ به لأَلْقَيْنا. وفي التفسيرِ: أنه شِقُّ وَلَدٍ. والثاني: أنه حالٌ وصاحبُها: إمَّا سليمانُ؛ لأنه يُرْوى أنه مَرِضَ حتى صار كالجسد الذي لا رُوْحَ فيه، وإمَّا وَلَدُه. قالهما أبو البقاء: ولكنْ جسدٌ جامدٌ، فلا بُدَّ مِنْ تأويلِه بمشتقٍّ، أي: ضعيفاً أو فارغاً.
* ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾
(١٢/٢٥٦)
---


الصفحة التالية
Icon