(١٢/٣٢٦)
---
٣٩١٢- وكم مِنْ عائبٍ قَوْلاً صحيحاً * وآفَتُه من الفَهْمِ السَّقيمِ
وقال آخر:
٣٩١٣- قد تُنْكِرُ العينُ ضوءَ الشمسِ مِنْ رَمَدٍ * ويُنكِرُ الفَمُ طَعْمَ الماءِ مِنْ سَقَمِ
والتَّوْبُ: يُحتمل أَنْ يكونَ اسماً مفرداً مُراداً به الجنسُ كالذَّنْب، وأَنْ يكونَ جمعاً لتَوْبة كتَمْرٍ وتَمْرَة. و"ذي الطَّوْلِ" نعتٌ أو بدلٌ كما تقدَّمَ. والطَّوْلُ: سَعَةُ الفَضْلِ.
و﴿لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ﴾ يجوزُ أَنْ يكون مستأنفاً، وأَنْ يكونَ حالاً، وهي حالٌ لازمةٌ، وقال أبو البقاء: "يجوزُ أَنْ يكونَ صفةً"، وعلى هذا ظاهرُه فاسدٌ؛ لأنَّ الجملةَ لا تكونُ صفةً للمعارفِ. ويمكنُ أَنْ يريدَ أنه صفةٌ لـ "شديد العقاب" لأنَّه لم يتعرَّفْ عنده بالإِضافةِ. والقولُ في "إليه المصيرُ" كالقولِ في الجملةِ قبله، ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً من الجملةِ قبلَه.
* ﴿ مَا يُجَادِلُ فِيا آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلاَدِ ﴾
وقرأ العامَّةُ "فلا يَغْرُرْكَ" بالفكِّ، وهي لغةُ الحجازِ. وزيد ابن علي وعبيد بن عُمَيْر "فلا يَغُرَّكَ" بالإِدغامِ مفتوحَ الراءِ، وهي لغةُ تميمٍ.
* ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾
وقرأ عبد الله "برَسولها" أعاد الضميرَ على لفظ "أُمَّة". والجمهورُ على معناها، وفي قوله: "ليَأْخُذوه" عبارةٌ عن المُسَبَّبِ بالسبب؛ وذلك أنَّ القَتْلَ مُسَبَّبٌ عن الأَخْذِ، ومنه قيل للأسير: "أَخِيْذ". وقال:
٣٩١٤- فإمَّا تَأْخُذُوني تَقْتُلوني * فكَمْ مِنْ آخِذٍ يَهْوَى خُلودي
وقوله: "عِقابِ" فيه اجتزاءٌ بالكسرةِ عن ياء المتكلم وصلاً، ووقفاً، لأنَّها رأسُ فاصلةٍ.
(١٢/٣٢٧)
---