والغضبُ: ثَورَان دم القلب إرادَة الانتقامِ، ومنه قولُه عليه السلام: "اتقوا الغضبَ فإنه جَمْرةٌ تُوقَدُ في قلب ابن آدم، ألم تَرَوْا إلى انتفاخ أَوْداجه وحُمْرةِ عينيه"، وإذا وُصف به الباري تعالى فالمرادُ به الانتقام لا غيره، ويقال: فلانٌ غَضَبة" إذا كان سريعَ الغضبِ.
ويقال: غضِبت لفلانٍ [إذا كان حَيًّا]، وغضبت به إذا كان ميتاً، وقيل: الغضبُ تغيُّر القلبِ لمكروهٍ، وقيل : إن أريدَ بالغضبِ العقوبةُ كان صفةَ فِعْلٍ، وإنْ أريدَ به إراجةُ العقوبةِ كان صفةَ ذاتٍ.
والضَّلال: الخَفاءُ والغَيْبُوبةُ، وقيل: الهَلاك، فمِن الأول قولُهم: ضَلَّ الماءُ في اللبن، وقوله:
٨٩- ألم تسأَلْ فَتُخْبِركَ الدِّيارُ * عن الحيِّ المُضَلَّلِ أين ساروا
والضَّلْضَلَةُ: حجرٌ أملسُ السيلُ في الوادي. ومن الثاني: ﴿أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ﴾ وقيل: الضلالُ: العُدول عن الطريق المستقيم، وقد يُعَبَّر به عن النسيان كقوله تعالى: ﴿أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا﴾ بدليلِ قوله: ﴿فَتُذَكِّرَ﴾. القول في "آمين": ليست من القرآن إجماعاً، ومعناهما: استجِبْ، فهي اسمُ فعلٍ مبنيٌ على الفتحِ، وقيل: ليس باسم فِعْل، بل هو من أسماءِ الباري تعالى والتقدير: يا آمين، وضَعَّفَ أبو البقاء هذا بوجهين: أحدهما: أنه لو كان كذلك لكان ينبغي أن يُبنى على الضم لأنه منادى مفردٌ معرفةٌ، والثاني: أن أسماءَ الله تعالى توفيقيةٌ. ووجَّه الفارسي قولَ مَنْ جعله اسماً لله تعالى على من أنَّ فيه ضميراً يعودُ على اللهِ تعالى: لأنه اسمُ فعلٍ، وهو توجيهٌ حسنٌ، نقله صاحب "المُغْرِب".
وفي آمين لغتان: المدُّ والقصرُ، فمن الأول قوله:
٩٠- آمينَ آمينَ لا أرضى بواحدةٍ * حتى أُبَلِّغَهَا ألفينِ آمينا
وقال الآخر:
٩١- يا رَبِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أبداً * ويَرْحمُ اللهُ عبداً قال آمينا
ومن الثاني قوله:
(١/٥٠)
٩٢- تباعَدَ عني فُطْحُلٌ إذ دعوتُه * آمينَ فزاد الله ما بيننا بُعْدا
وقيل: الممدودُ اسمٌ أعجمي، لأنه بزنة قابيل وهابيل. وهل يجوز تشديدُ الميم؟ المشهورُ أنه خطأ نقله الجوهري، ولكنه قد رُوي عن الحسن وجعفَر الصادق التشديدُ، وهو قولُ الحسين بن الفضل من أمِّ إذا قصد، أي نحن قاصدون نحوك، ومنه ﴿وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾.