* ﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَاهُكُمْ إِلَاهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوااْ إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ﴾
قوله: ﴿قُلْ﴾: قرأ ابنُ وثَّاب والأعمش "قال" فعلاً ماضياً خبراً عن الرسولِ. والرسمُ يَحْتَملهما، وقد تقدَّم مثلُ هذا في الأنبياءِ وآخرِ المؤمنين. وقرأ الأعمشُ والنخعيُّ "يُوْحِي" بكسر الحاء أي: اللَّهُ تعالى.
قوله: "فاسْتَقِيموا إليه" عُدِّيَ بـ "إلى" لتضمُّنِه معنى تَوَجَّهوا، والمعنى: وَجِّهوا استقامتَكم إليه.
* ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴾
قوله: ﴿غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾: قيل: غيرُ منقوص، وأنشدوا لذي الإِصبع العدواني:
٣٩٤٦- إني لَعَمْرُكَ ما بابي بذي غَلقٍ * على الصديقِ ولا خَيْري بمَمْنُوْنِ
وقيل: مقطوعٌ، مِنْ مَنَنْتُ الحَبْلَ أي: قطعْتُه، وأنشدوا:
٣٩٤٧- فَضْلَ الجوادِ على الخيلِ البِطاءِ فلا * يُعْطِي بذلك مَمْنُوْناً ولا نَزِقا
وقيل: غيرُ ممنونٍ، مِن المَنِّ؛ لأنَّ عطاءَ اللَّهِ تعالى لا يَمُنُّ به، إنما يَمُنُّ المخلوقُ.
* ﴿ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾
قوله: ﴿وَتَجْعَلُونَ﴾: عطفٌ على "لَتَكْفُرون" فهو داخلٌ في حَيِّزِ الاستفهام.
* ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيا أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ ﴾
قوله: ﴿وَجَعَلَ﴾: مستأنف. ولا يجوز عَطْفُه على صلةِ الموصولِ للفصلِ بينهما بأجنبيّ، وهو قولُه: "وتَجْعلون" فإنه معطوفٌ على "لَتَكْفرون" كما تقدَّم.
(١٢/٣٧٦)
---