والجملةُ مِنْ قوله: "وإنَّه لكتابٌ" حاليةٌ، و﴿لاَّ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ﴾ صفةٌ لـ "كتاب". و"تنزيلٌ" خبرُ مبتدأ محذوفٍ، أو صفةٌ لـ "كتابٌ" على أنَّ "لا يأتيه" معترِضٌ أو صفةٌ كما تقدَّم على رأي مَنْ يجوِّزُ تقديمَ غيرِ الصريح من الصفاتِ على الصريح. وتقدَّم تحقيقُه في المائدة. و"مِنْ حكيمٍ" صفةٌ لـ "تَنْزيلٌ" أو متعلقٌ به. و"الباطلُ" اسمُ فاعلٍ. وقيل: مصدرٌ كالعافية والعاقبة.
* ﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴾
قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ﴾: قيل: هو مُفَسِّر للمقولِ كأنه قيل: قيل للرسل: إنَّ ربَّك لَذو/. وقيل: هو مستأنفٌ.
* ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أعْجَمِيّاً لَّقَالُواْ لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ءَاعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ هُدًى وَشِفَآءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيا آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَائِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴾
قوله: ﴿ءَاعْجَمِيٌّ﴾: قرأ الأخوان وأبو بكر بتحقيقِ الهمزة، وهشام بإسقاطِ الأولى. والباقون بتسهيلِ الثانية بينَ بينَ. وأمَّا المدُّ فقد عُرِف حكمُه مِنْ قولِه: "أأنذَرْتَهم" في أولِ هذا الموضوع. فمَنْ استفَهْم قال: معناه أكتابٌ أَعجميٌّ ورسولٌ عربيٌّ. وقيل: ومُرْسَلٌ إليه عَربيٌّ. وقيل: معناه أَبَعْضُهُ أعجميٌّ وبعضُه عربيٌّ. ومَنْ لم يُثْبِتْ همزةَ استفهامٍ فيُحتمل أنه حَذَفها لفظاً وأرادها معنًى. وفيه توافُقُ القراءتين. إلاَّ أنَّ ذلك لا يجوز عند الجمهور، إلاَّ إنْ كان في الكلام "أم" نحو:
٣٩٦٠-.......................... * بسَبْعٍ رَمَيْنَ الجَمْرَ أم بثمان
(١٢/٣٩٦)
---