وتقدَّم لنا خلافٌ في تعليقِ أعلم... ، والصحيحُ وقوعُه سماعاً من العربِ. وجَوَّز أبو حاتمٍ أَنْ يوقف على "آذنَّاك" وعلى "ظنُّوا" ويُبتدأَ بالنفي بعدَهما على سبيلِ الاستئناف. و"مِنَّا" خبرٌ مقدمٌ. و"مِنْ شهيد" مبتدأٌ. ويجوزُ أَنْ يكونَ "مِنْ شهيد" فاعلاً بالجارِّ قبلَه لاعتمادِه على النفي.
* ﴿ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ ﴾
قوله: ﴿مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ﴾: كقوله: ﴿مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ﴾ من غيرِ فرقٍ.
* ﴿ لاَّ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِن دُعَآءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾
قوله: ﴿مِن دُعَآءِ الْخَيْرِ﴾: مصدرٌ مضافٌ لمفعولِه، وفاعلُه محذوفٌ أي هو. وقرأ عبد الله ﴿مِن دُعَآءِ بِالْخَيْرِ﴾.
* ﴿ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَاذَا لِي وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّيا إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾
قوله: ﴿لَيَقُولَنَّ هَاذَا لِي﴾: جوابُ القسمِ لسَبْقِهِ الشرطَ، وجوابُ الشرطِ محذوفٌ، كما عُرِف تقريرُه. وقال أبو البقاء: "ليقولَنَّ" جوابُ الشرطِ، والفاءُ محذوفةٌ". قلت: وهذا لا يجوزُ إلاَّ في شعرٍ كقولِه:
٣٩٦٢- مَنْ يَفْعلِ الحسناتِ اللَّهُ يَشْكُرُها *......................
حتى إنَّ المبردَ يمنعُه في الشعر. ويَرْوي البيت: "فالرحمن يشكرُه".
* ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾
قوله: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ﴾: قد تقدَّم الكلامُ عليها مراراً. ومفعولُها الأولُ هنا محذوفٌ تقديرُه: أرأيتم أنفسَكم، والثاني: هو الجملةُ الاستفهامية.
(١٢/٤٠٠)
---