قوله: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ﴾: قد مَرَّ في مريم الخلافُ والكلامُ فيه مُشْبَعاً. إلاَّ أنَّ الزمخشريَّ زاد هنا: "وروِيَ عن يونسَ عن أبي عمروٍ قراءةٌ غريبةٌ "تَتَفَطَّرْنَ" بتاءَيْن مع النونِ، ونظيرُهما حرفٌ نادرٌ رُوي في نوادر ابنِ الأعرابي: "الإِبلُ تَتَشَمَّمْن". قال الشيخ: "والظاهرُ أنَّ هذا وهمٌ منه؛ لأنَّ ابن خالويه قال في "شاذِّ القراءاتِ" ما نَصُّه: "تَنْفَطِرْنَ" بالتاء والنون، يونس عن أبي عمروٍ" قال ابنُ خالَوَيْه: "وهذا حرفٌ نادرٌ لأنَّ العربَ لا تجمعُ بين علامَتَيْ التأنيثِ. لا يقال: النساءُ تَقُمْنَ، ولكن يَقُمْنَ، ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ﴾ ولا يقال: تُرْضَعْنَ. وقد كان أبو عُمَرَ الزاهدُ رَوَى في نوادرِ ابن الأعرابي: "الإِبلُ تَتشمَّمْن" فأنكَرْنَاه، فقد قَوَّاه الآن هذا". قال الشيخ: "فإنْ كانَتْ نُسَخُ الزمخشريِّ متفقةً على قولِه: "بتاءَيْن مع النون" فهو وهمٌ، وإنْ كان في بعضها "بتاءٍ مع النونِ" كان موافقاً لقولِ ابن خالَوَيْهِ، وكان "بتاءَيْن" تحريفاً من النَّساخ. وكذلك كَتْبُهُم "تَتَفَطَّرْن" و"تَتَشَمَّمْنَ" بتاءَيْن" انتهى.
(١٢/٤٠٤)
---