قوله: "وإنَّ الظالمين" العامَّةُ بالكسر على الاستئناف. ومسلم ابن جندب والأعرج بفتحِها عطفاً على "كلمةُ"، وفَصَلَ بين المتعاطفَيْن بجوابِ "لولا" تقديرُه: ولولا كلمةٌ واستقرارُ الظالمين في العذاب لقُضِيَ، وهو نظيرُ: ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى
.
* ﴿ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾
قوله: ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾: أي: والإِشفاقُ أو والعذاب. و"روضاتُ الجنَّات": قال الشيخ: "واللغةُ الكثيرةُ تسكينُ الواوِ، ولغةُ هُذَيْلٍ فَتْحُ الواو، إجراءً لها مُجْرى الصحيح نحو: جَفَنات، ولم يقرأ أحد فيما عَلِمْناه بلغتِهم". قلت: إن عَنى لم يَقْرأ أحدٌ بلغتهم في هذا البابِ من حيث هو هو فليس كذلك؛ لأني قد قَدَّمْتُ لك في سورة النور أنَّ الأعمشَ قرأ ﴿ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ﴾ بفتحِ الواو. وإنْ عنى أنَّه لم يُقْرأ في "رَوْضات" بخصوصِها - وليس بظاهرِ عبارته - فيُحْتمل ذلك.
قوله: "عندَ رَبِّهم" يجوزُ أَنْ يكونَ ظرفاً لـ "يَشاؤُون" قاله الحوفي، أو للاستقرارِ العاملِ في "لهم" قاله الزمخشريُّ، والعِنْدِيَّةُ مجازٌ.
* ﴿ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾
(١٢/٤١٣)
---


الصفحة التالية
Icon