وأمَّا الجزمُ فقال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: كيف يَصِحُّ المعنى على جزم "ويعلَمْ"؟ قلت: كأنه قيل: إنْ يَشَأْ يَجْمَعْ بين ثلاثةِ أمور: إهلاكِ قومٍ، ونجاةِ قومٍ، وتحذيرِ آخرين". وإذا قُرِئَ بالجزم فتُكْسَرُ الميمُ لالتقاءِ الساكنين.
قوله: ﴿مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ﴾ في محلِّ نصبٍ لسَدِّها مَسَدَّ مفعولَيْ العِلْم.
* ﴿ فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾
(١٣/٤)
---
قوله: ﴿فَمَآ أُوتِيتُمْ﴾: "ما" شرطيةٌ. وهي في محلِّ نصبٍ مفعولاً ثانياً لـ "أُوْتِيتم" والأولُ هو ضميرُ المخاطبين قامَ مقامَ الفاعلِ، وإنما قَدَّم الثاني لأنَّ له صَدْرَ الكلامِ.
قوله: "مِنْ شَيءٍ" بيانٌ لـ "ما" الشرطيةِ لِما فيها من الإِبْهام.
قوله: "فمتاعُ" الفاءُ جوابُ الشرطِ، و"متاعُ" خبرُ مبتدأ مضمرٍ أي: فهو متاع. قوله: ﴿وَمَا عِندَ اللَّهِ﴾ "ما" موصولةٌ مبتدأةٌ، و"خيرٌ" خبرها، و"الذين" متعلِّقٌ بـ "أَبْقَى".
* ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُواْ هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾
قوله: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ﴾: نَسَقٌ على "الذين" الأولى. وقال أبو البقاء: "الذين يَجْتَنبون في موضعِ جرّ بدلاً مِنْ "للذين آمنوا". ويجوزُ أَنْ يكونَ في موضع نصبٍ بإضمار أعني، أو في موضع رفعٍ على تقدير: هم". وهذا وهمٌ منه في التلاوةِ كأنه اعتقد أنَّ القرآن ﴿وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ﴾ فبنى عليه ثلاثةَ الأوجهِ بناءً فاسداً.
قوله: "كبائرَ" قرأ الأخوان هنا وفي النجم "كبيرَ الإِثم" بالإِفراد. والباقون "كبائرَ" بالجمع في السورتَيْن. والمفردُ هنا في معنى الجمع، والرسمُ يحتمل القراءتَيْن.
(١٣/٥)
---