نصَّ النحويون على قلِتَّها، ما عدا أبا القاسِم الزجاجيَّ فإنه جَعَلها لغةً جيدة.
قوله: "على ظُهورِه" الضميرُ يعودُ على لفظِ "ما تَرْكَبون"، فَجَمَعَ الظهورَ باعتبارِ معناها، وأفرد الضميرَ باعتبار لفظِها.
قوله: "له مُقْرِنين" "له" متعلق بـ "مُقْرِنين" قُدِّمَ للفواصل. والمُقْرِنُ: المُطيق للشيء الضابطُ له، مِنْ أَقْرنه أي: أطاقه. والقَرَن الحَبْلُ. قال ابن هَرْمة:
٣٩٨٥- وأَقْرَنْتُ ما حَمَّلْتِني ولَقَلَّما * يُطاق احتمالُ الصَّدِّ يا دعدُ والهَجْرِ
وقال عمرو بن معد يكرب:
٣٩٨٦- لقد عَلِمَ القبائلُ ما عُقَيْلٌ * لنا في النائباتِ بمُقْرِنينا
وحقيقة أَقْرَنَه: وجده قَرينَه، لأنَّ الصعب لا يكون قرينَةَ الضعيفِ. قال:
٣٩٨٧- وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ * لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعيسِ
وقُرِئ "مُقْتَرنين" بالتاء قبل الراء.
* ﴿ وَجَعَلُواْ لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ ﴾
قوله: ﴿جُزْءًا﴾: مفعولٌ أولُ للجَعْل، والجَعْلُ تصييرٌ قوليٌّ. ويجوزُ أَنْ يكونَ بمعنى: سَمَّوا واعتقدوا. وأغربُ ما قيل هنا أنَّ الجُزْء الأنثى. وأنشَدوا:
٣٩٨٨- إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يوماً فلا عَجَبٌ * قد تُجْزِئُ الحُرَّةُ المِذْكارُ أحياناً
وقال آخر:
٣٩٨٩- زُوِّجْتُها مِنْ بنات الأَوْسِ مُجْزِئَةً *...................
قال الزمخشري: "وأثرُ الصنعةِ فيهما ظاهرٌ".
* ﴿ أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ ﴾
قوله: ﴿وَأَصْفَاكُم﴾: يجوزُ أَنْ يكون داخلاً في حَيِّزِ الإِنكار معطوفاً على اتَّخذ. ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً أي: أم اتَّخذ في هذه الحالةِ و"قد" مقدرةٌ عند الجمهور. وقد تقدَّم نظيرُ:
* ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَانِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾
(١٣/١٨)
---


الصفحة التالية
Icon