قوله: ﴿أَنْ أَدُّوااْ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ المفسِّرَةَ؛ لتقدُّمِ ما هو بمعنى القول، وأَنْ تكونَ المخفَّفَةَ، وأَنْ تكونَ الناصبةَ للمضارع، وهي تُوْصَلُ بالأمر. وفي جَعْلِها مخففةً إشكالٌ تَقَدَّم: وهو أنَّ الخبرَ في هذا البابِ لا يقع طلباً، وعلى جَعْلِها مصدريَّةً تكون على حَذْفِ الجرِّ أي: جاءهم بأَنْ أَدُّوا. و"عبادَ الله" يُحتمل أَنْ يكونَ مفعولاً به. وفي التفسير: أنَّه طلبَ منهم أَنْ يُؤَدُّوا إليه بني إسرائيل، ويَدُلُّ عليه ﴿فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيا إِسْرَائِيلَ﴾، وأَنْ يكونَ منادى، والمفعولُ محذوفٌ أي: أَعْطوني الطاعةَ يا عبادَ الله.
* ﴿ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى اللَّهِ إِنِّيا آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴾
قوله: ﴿وَأَن لاَّ تَعْلُواْ﴾: عطفٌ على "أَنْ" الأولى. والعامَّةُ على كسرِ الهمزةِ مِنْ قولِه: "إنِّي آتِيْكم" على الاستئنافِ. وقُرِئ بالفتح على تقديرِ اللامِ أي: وأَنْ لا تَعْلُوا لأنِّي آتِيْكم.
* ﴿ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ﴾
قوله: ﴿أَن تَرْجُمُونِ﴾: أي: مِنْ أَنْ تَرْجُمون.
وقوله: "إنِّي عُذْتُ" مستأنفٌ. وأدغم الذالَ في التاء أبو عمروٍ والأخَوان. وقد مَضَى توجيهُه في طه عند قوله: ﴿فَنَبَذْتُهَا
﴾.
* ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَاؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ ﴾
قوله: ﴿أَنَّ هَاؤُلاَءِ﴾: العامَّةُ على الفتحِ بإضمارِ حرفِ الجرِّ أي: دعاه بأنَّ هؤلاء. وابنُ أبي إسحاق وعيسى والحسن بالكسرِ على إضمارِ القول عند البَصْرِيين، وعلى إجراءِ "دَعا" مُجْرى القول عند الكوفيين.
* ﴿ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ ﴾
(١٣/٥٤)
---