قوله: ﴿يَوْمَ لاَ يُغْنِي﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً من "يومَ الفصل" أو بياناً عند مَنْ لا يَشْتَرِط المطابقةَ تعريفاً وتنكيراً، وأَنْ يكونَ منصوباً بإضمار أَعْني. وأَنْ يكونَ صفةً لـ "مِيقاتُهم" ولكنه بُنِي. قاله أبو البقاء. وهذا لا يتأتَّى عند البَصْريين لإِضافتِه إلى مُعْرَبٍ. وقد تقدَّمَ آخرَ المائدة، وأَنْ يَنْتَصِبَ بفعلٍ يَدُلُّ عليه "يومَ الفَصْلِ" أي: يَفْصِلُ بينهم يومَ لا يُغْني. ولا يجوز أَنْ ينتصِبَ بالفصلِ نفسِه لِما يَلْزَمُ مِنْ الفَصْلِ بينهما بأجنبيّ وهو "ميقاتُهم"، و"الفَصْل" مصدر لا يجوز فيه ذلك. وقال أبو البقاء: "لأنَّه قد أُخْبر عنه"، وفيه تَجَوُّزٌ فإنَّ الإِخبارَ عَمَّا أُضِيْفَ إلى الفَصْلِ لاغي الفَصْلِ.
قوله: "ولا هم" جُمِع الضميرُ عائداً به على "مَوْلَى"، وإنْ كان مفرداً لأنه قَصَدَ معناه فجُمِعَ، وهو نكرةٌ في سِياق النفيِ فَعَمَّ.
* ﴿ إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾
قوله: ﴿إِلاَّ مَن رَّحِمَ اللَّهُ﴾ يجوزُ فيه أربعةُ أوجهٍ، أحدُها: - وهو قولُ الكسائيِّ - أنه منقطِعٌ. الثاني: أنه متصِلٌ تقديرُه: لا يُغْني قريبٌ عن قريبٍ إلاَّ المؤمنين فإنَّهم يُؤْذَنُ لهم في الشفاعةِ فيَشْفَعُون في بعضِهم. الثالث: أَنْ يكونَ مرفوعاً على البدليةِ مِنْ "مَوْلَى" الأول، ويكونُ "يُغْني" بمعنى يَنْفَعُ، قاله الحوفي. الرابع: أنه مرفوعُ المحلِّ أيضاً على البدلِ مِنْ واو "يُنْصَرُون" أي: لا يمنعُ من العذابِ إلاَّ مَنْ رحمه الله.
* ﴿ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ﴾
(١٣/٥٩)
---