(١٣/١٢١)
---
وقرأ أبو عمروٍ في رواية "بَغَتَّةً" بفتح الغينِ وتشديدِ التاء، وهي صفةٌ، فنصبُها على الحال، ولا نظيرَ لها في الصفات ولا في المصادر، وإنما هي في الأسماء نحو: الجَرَبَّة للجماعةِ، والشَّرَبَّة للمكان. قال الزمخشري: "ما أَخْوَفني أن تكونَ غَلْطَةً من الراوي عن أبي عمرو، وأَنْ يكونَ الصوابُ "بَغَتَةً" بالفتح دون تشديد".
* ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ﴾
* ﴿طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ﴾
قوله: ﴿لَوْلاَ نُزِّلَتْ﴾: هذه بمعنى: هَلاَّ، ولا التفاتَ إلى قول بعضِهم: إنَّ "لا" زائدةٌ والأصلُ: لو نُزِّلَتْ. والعامَّةُ على رفع "سورةٌ مُحْكَمَةٌ" لقيامِها مقامَ الفاعل. وزيد بن علي بالنصبِ فيهما على الحالِ والقائمُ مَقامَ الفاعلِ ضميرُ السورة المتقدمةِ، وسوَّغ وقوع الحال كذا وَصْفُها كقولك: الرجل جاءني رجلاً صالحاً. وقُرئ: ﴿فَإِذَآ نَزَلَتْ سُورَةٌ﴾. وقرأ زيدٌ بن علي وابن عمير "وذَكَرَ" مبنياً للفاعل أي: اللَّه تعالى. "القتالَ" نصباً.
قوله: "نَظَرَ المَغْشِيِّ" الأصلُ: نَظَراً مِثْلَ نَظَر المَغْشِيِّ.
قوله: ﴿فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ﴾ اختلف اللغويون والمُعْربون في هذه اللفظةِ، فقال الأصمعي: إنها فعلٌ ماضٍ بمعنى: قارَبَ ما يُهْلِكه وأنشد:
٤٠٦٢- فعادَى بينَ هادِيَتَيْنِ مِنْها * وَأَوْلَى أَنْ يزيدَ على الثلاثِ
أي: قارَبَ أن يزيدَ. قال ثعلب: "لم يَقُلْ أحدٌ في "أَوْلَى" أحسنَ مِنْ قولِ الأصمعيِّ"، ولكنْ الأكثرون على أنه اسمٌ. ثم اختلف هؤلاء فقيل: هو مشتقٌّ من الوَلْيِ وهو القُرْبُ كقوله: