وبَسَقَتِ الشاةُ: وَلَدَتْ، وأَبْسَقَت الناقةُ: وَقَع في ضَرْعِها اللِّبَأ قبل النِّتاج، ونوقٌ مَباسِيْقُ من ذلك. والعامَّةُ على السين. وقرأ قطبة بن مالك - ويَرْويها عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم - "باصِقاتٍ" بالصاد، وهي لغةٌ لبني العَنْبر، يُبْدِلون السينَ صاداً قبل القافِ والغينِ والخاءِ والطاء إذا وَلِيَتْها، أو فُصِلَتْ منها بحرفٍ أو حَرْفين.
قوله: ﴿لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ﴾ يجوزُ أَنْ تكونَ الجملةُ حالاً من النخل أو من الضمير في "باسِقاتٍ"، ويجوزُ أَنْ يكونَ الحالُ وحدَه لها، و "طَلْعٌ" فاعلٌ به، ونَضِيْدٌ بمعنى مَنْضود.
* ﴿ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾
قوله: ﴿رِّزْقاً﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ حالاً أي: مرزوقاً للعباد أي: ذا رزقٍ، وأَنْ يكونَ مصدراً مِنْ معنى أَنْبَتْنا؛ لأنَّ إنباتَ هذا رِزْقٌ، ويجوزُ أَنْ يكونَ مفعولاً له. و "للعباد" إمَّا صفةٌ، وإمَّا متعلِّقٌ بالمصدرِ، وإمَّا مفعولٌ للمصدرِ، واللامُ زائدةٌ أي: رزْقاً للعباد.
قوله: ﴿بِهِ﴾ أي: بالماءِ. و "مَيْتاً" صفةٌ لـ"بَلْدة". ولم يُؤَنَّثْ حَمْلاً على معنى المكانِ. والعامَّةُ على التخفيف. وأبو جعفر وخالد بالتثقيل.
* ﴿ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴾
قوله: ﴿الأَيْكَةِ﴾: قد تقدَّم الكلامُ عليها في الشعراء. وقرأ ههنا "لَيْكَة" بزِنَةِ لَيْلَة أبو جعفر وشيبةٌ. وقال الشيخُ: "وقرأ أبو جعفرٍ وشيبةُ وطلحةُ ونافع "الأَيْكةِ" بلام التعريفِ، والجمهور "لَيْكَة" وهذا الذي نقلَه غفلةٌ منه، بل الخلافُ المشهورُ إنما هو في سورة الشعراء و ص كما حَقَّقْتُه ثَمَّةَ، وأمَّا هنا فالجمهورُ على لامِ التعريفِ.
(١٣/١٦٠)
---