وقال الزمخشري: "وقيل هو تحرُّكٌ في تموُّج، وهو الشيءُ يتردَّدُ في عَرْضٍ كالداغِضة". قلت: الداغِصَةُ: الجِلْدَةُ اتي فوق قُفْل الرُّكْبةِ.
وقال الراغب: "المَوْرُ: الجريان السريعُ. ومار الدمُ على وجهِه. والمُوْرُ بالضم: الترابُ المتردِّدُ به الريحُ". وأكَّد بالمصدَرَيْن رفعاً للمجازِ أي: هذان الجُرْمان العظيمان مع كُثافتهما يقعُ ذلك منهما حقيقةً.
* ﴿ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾
قوله: ﴿يَوْمَئِذٍ﴾: منصوبٌ بـ"وَيْل". والخبرُ "للمكذِّبين". والفاءُ في "فوَيْلٌ" قال مكي: "جوابُ الجملةِ المتقدمة. وحَسُن ذلك لأن في الكلام معنى الشرطِ؛ لأنَّ المعنى: إذا كان ما ذُكِر فَوَيْلٌ".
* ﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾
قوله: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ﴾: يجوزُ أَنْ يكونَ ظرفاً لـ"يُقال" المقدرةِ مع قولِه: "هذه النارُ" أي: يقال لهم هذه النارُ يوم يُدَعُّون. ويجوز أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ قولِه "يومَ تمور" أو مِنْ "يومئذٍ" قبلَه. والعامَّةُ على / فتح الدال وتشديد العين مِنْ دَعَّه يَدُعُّه أي: دفعه في صدرهِ بعنفٍ وشدةٍ. قال الراغب: "وأصلُه أَنْ يُقالَ للعاثر: دَعْ دَعْ، كما يقال له: لعَا" وهذا بعيدٌ من معنى هذه اللفظةِ.
وقرأ علي والسلمي وأبو رجاء وزيد بن علي بسكونِ الدالِ وتخفيفِ العينِ مفتوحةٍ من الدعاء أي: يُدْعَوْن إليها فيقال لهم: هلمُّوا فادْخُلوها. و "هذه النارُ" جملةٌ منصوبةٌ بقولٍ مضمرٍ أي: تقولُ لهم الخزنة: هذه النارُ.
* ﴿ أَفَسِحْرٌ هَاذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ﴾
قوله: ﴿أَفَسِحْرٌ﴾: خبرٌ مقدمٌ. و "هذا" مبتدأٌ مؤخرٌ. ودَخَلَتِ الفاءُ. قال الزمخشري: "يعني كنتمْ تقولون للوحي: هذا سحرٌ، فسحر هذا، يريد: أهذا المصداقُ أيضاً سِحْرٌ، ودخَلَت الفاءُ لهذا المعنى".
(١٣/١٩٣)
---


الصفحة التالية
Icon