قوله: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾: فيه أوجهٌ، أحدها: أنه حالٌ من فاعلِ "كُلوا" الثاني: أنه حالٌ مِنْ مفعولِ "آتاهم". الثالث: أنَّه حالٌ من مفعولِ "وَقَاهم". الرابع: أنه حالٌ من الضميرِ المستكنِّ في الظرف. الخامس: انه حالٌ من الضمير / في "فاكهين" وأحسنُها أن يكونَ حالاً من ضميرِ الظرفِ لكونِه عمدةً. و "على سُرُر" متعلقٌ بمتكئين، وقراءةُ العامَّةِ بضم الراءِ الأولى. وأبو السَّمَّال بفتحِها. وقد تقدَّم أنها لغةٌ لكَلْب في المضعَّف يَقِرُّون من توالي ضمتين في المضعَّفِ. وقرأ عكرمة "بحورِ عينٍ" بإضافةِ الموصوفِ إلى صفتِه على التأويل المشهور.
* ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ ﴾
قوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ﴾: فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: أنه مبتدأٌ، والخبرُ الجملةُ من قولِه: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ والذُّرِّيَّةُ هنا تَصْدُق على الآباء وعلى الأبناء أي: إنَّ المؤمنَ إذا كان عملُه أكبرُ أُلْحِقَ به مَنْ دونَه في العمل، ابناً كان أو أباً، وهو منقولٌ عن ابن عباس وغيرِه. والثاني: أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ. قال أبو البقاء: "على تقدير وأكرَمْنا الذين آمنوا". قلت: فيجوزُ أَنْ يريدَ أنه من باب الاشتغالِ وأنَّ قولَه: ﴿أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ مُفَسِّر لذلك الفعلِ من حيث المعنى، وأَنْ يريدَ أنْ يريدَ أنه مضمرٌ لدلالةِ السياقِ عليه، فلا تكونُ المسألةُ من الاشتغالِ في شيء.
(١٣/١٩٦)
---