٤١١٨ - تَرَبَّصْ بها رَيْبَ المنونِ لَعَلَّها * تُطَلَّقُ يوماً أو يموتُ حليلُها
وقال أبو ذُؤَيْب:
٤١١٩ - أمِن المَنونِ ورَيْبِه تتَوَجَّعُ * والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ مَنْ يَجْزَعُ
والمنون في الأصل: الدهرُ. وقال الراغب: "المنون المنيَّة، لأنها تَنْقُصُ العددَ وتَقْطَعُ المَدَدَ"، وجَعَل مِنْ ذلك قولَ: ﴿أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ﴾ أي: غيرُ مقطوع. وقال الزمخشري: "وهو في الأصلِ فَعُول مِنْ منَّه إذا قطعه لأنَّ الموتَ قَطوعٌ ولذلك سُمِّيت شَعُوب". و "ريبَ" مفعولٌ به أي: نَنْتَظِرُ به حوادثَ الدهرِ أو المنيَّة.
* ﴿ فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ ﴾
قوله: ﴿بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ﴾: العامَّةُ على تنوين "حديث" ووصفِه بمثله. والجحدريُّ وأبو السَّمَّال "بحديثِ مثلِه" بإضافة "حديث" إلى "مثلِه" على حذفِ موصوفٍ أي: بحديثِ رجلٍ مثلِه مِنْ جنسه.
* ﴿ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾
قوله: ﴿ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ "مِنْ" لابتداءِ الغاية على معنى: أم خُلِقوا مِنْ غير شيء حيّ كالجماد، فهم لا يُؤْمَرون ولا يُنْهَوْن كما الجماداتُ. وقيل: هي للسببية على معنى: مِنْ غيرِ علةٍ ولا لغايةِ ثوابٍ ولا عقابٍ.
* ﴿ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ ﴾
قوله: ﴿الْمُصَيْطِرُونَ﴾: المُسَيْطِرُ: القاهرُ الغالِبُ. مِنْ سَيْطَرَ عليه إذا راقَبَه وحَفِظه أو قَهَرَه. ولم يَأْتِ على مُفَيْعِل إلاَّ خمسةُ ألفاظٍ، أربعةٌ صفةٌ اسمُ فاعلٍ نحو: مُهَيْمِن ومُبَيْقِر ومُسَيْطِر ومُبَيطِر، وواحدٌ اسمُ جبلٍ وهو المُجَيْمِر. قال امرؤ القيس:
٤١٢٠ - كأن ذُرا رأسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً * من السيلِ والغُثَّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ
(١٣/٢٠٢)
---