قوله: ﴿يُلاَقُواْ﴾: "يَوْمَهم" مفعولٌ به لا ظرفٌ. وقرأ أبو حيوةَ "يَلْقَوْا" مضارعَ لَقِي. ويَضْعُفُ أَنْ يكونَ المفعولَ محذوفاً، و "يَوْمَهم" ظرفٌ، أي: يُلاقُوا - أو يَلْقَوا - جزاءَ أعمالِهم في يَوْمِهم.
قوله: ﴿يُصْعَقُونَ﴾ قرأ ابن عامر وعاصم بضم الياء مبنياً للمفعول. وباقي السبعةِ بفتحها مبنياً للفاعل. وقرأ أبو عبد الرحمن بضم الياء وكسرالعين. فأمَّا فيُحتمل أن تكونَ مِنْ صُعِقَ فهو مَصْعُوق مبنياً للمفعولِ، وهو ثلاثي، حكاه الأخفش، فيكونُ مثلَ سُعِدوا، وأَنْ يكونَ مِنْ أَصْعَقَ رباعياً. يقال: أَصْعَق فهو مُصْعَق، قال الفارسي. والمعنى: أنَّ غيرَهم أَصْعَقَهم. وقراءةُ السلمي تُؤْذِنُ أنَّ أَفْعَلَ بمعنى فَعَل. وقوله: ﴿يَوْمَ لاَ يُغْنِي﴾ بدلٌ مِنْ "يومَهم".
* ﴿ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ وَلَاكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾: يجوزُ أَنْ يكون مِنْ إيقاعِ الظاهر موقعَ المضمرِ، وأَنْ لا يكونَ كما تقدَّم فيما قبلُ.
* ﴿ وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ﴾
قوله: ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾: قراءةُ العامة بالفك. وأبو السَّمَّال بإدغامِ النونِ فيما بعدَها. وناسَبَ جمعَ الضميرِ هنا جمعُ العين. ألا تراه أفردَ حيث أفردَها في قوله: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِيا﴾ قاله الزمخشري.
* ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ ﴾
قوله: ﴿وَإِدْبَارَ النُّجُومِ﴾: العامَّةُ على كسر الهمزة مصدراً بخلافِ التي في آخر قاف كما تقدَّم؛ فإن الفتحَ هناك لائقٌ لأنه يُراد به الجمعُ لدُبْرِ السجود أي: أعقابِه. على أنه قد قرأ سالم الجعدي ويعقوب والمنهال بن عمرو بفتحِها هنا أي: أعقابَ النجوم. وإدْبارُها: إذا غَرَبَتْ. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon