والعامَّةُ على "سَيُهْزَمُ" مبنياً للمفعول. و "والجَمْعُ" مرفوعٌ به. وقُرِىء "ستَهْزِمُ" بفتح التاء خطاباً للرسول عليه السلام، "الجمعَ" مفعولٌ به، وأبو حيوة في روايةٍ ويعقوب "سَنَهْزِمُ" بنونِ المعظِّمِ نفسَه، و "الجمعَ" منصوبٌ أيضاً، ورُوِيَ عن أبي حيوة أيضاً وابن أبي عبلة "سَيَهْزِمُ" بياء الغَيْبة مبنياً للفاعل، "الجمعَ" منصوبٌ، أي: سَيَهْزِمُ اللهُ الجمعَ. "ويُوَلُّوْن" العامَّة على الغَيْبة. وأبو حيوة وأبو عمروٍ في روايةٍ "وتُوَلُّون" بتاء الخطاب، وهي واضحةٌ.
والدُّبُرُ هنا: اسمُ جنسٍ. وحَسُنَ هنا لوقوعِ فاصلةً بخلافِ ﴿لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ﴾. وقال الزمشخري: "أي: الأدبار، كما قال:
٤١٦٦ - كُلُوا في بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعْفُّوا *......................
وقُرىء "الإِدْبار". قال الشيخ: "وليس مثل / "بعضِ بَطْنكم" لأن الإِفراد هنا له مُحَسِّنٌ ولا مُحَسِّنٌ لإِفرادِ "بَطْنكم".
* ﴿ يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ ﴾
قوله: ﴿ذُوقُواْ﴾: على إرادةِ القولِ، وقرأ أبو عمروٍ وفي روايةِ محبوبٍ عنه "مَسَّقَر" وخَطَّأه ابن مجاهد. وهو معذورٌ لأنَّ السينَ الأخيرةَ مِنْ "مَسَّ" مُدْغَم فيها فلا تُدْغَمُ في غيرها لأنها متى أُدْغِم فيها لَزِم تحريكُها، ومتى أُدْغمت هي لَزِم سكونُها فتنافس الجَمْعُ بينهما. قال الشيخ: "والظَّنُّ بأبي عمروٍ أنه لم يُدْغِمْ حتى حَذَفَ أحد الحرفينِ، لاجتماع الأمثال ثم أَدْغم" قلت: كلامُ ابن مجاهد إنما هو فيما قالوه إنه أدغم، أمَّا إذا حَذَفَ وأَدْغَمَ فلا إشكالَ.
"وسَقَر" عَلَمٌ لجهنم - أعاذَنا اللَّهُ منها - مشتقةٌ مِنْ سَقَرَتْه الشمسُ والنارُ، أي: لَوَّحَتْه ويُقال: صَقَرَتْه بالصاد، وهي مبدلَةٌ من السين لأجل القاف. قال ذو الرمة.
٤١٦٧ - إذا ذابتِ الشمسُ اتَّقى صَقَراتِها * بأَفْنانِ مَرْبوع الصَّريمةِ مُعْبِلِ