قوله: ﴿تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾: قد تقدَّم في البقرة أن الأخَوَين وابنَ عامر يقرؤون بفتح التاء وكسر الجيم مبنياً للفاعل، والباقون مبنياً للمفعول في جميع القرآن. وقال الشيخ هنا: "وقرأ الجمهور "تُرْجَعُ" مبنياً للمفعول. والحسن وابن أبي إسحاق والأعرج مبنياً للفاعل" وهذا عجيبُ منه، وقد وقع له مَثْلُ ذلك كما نَبَّهْتُ عليه. /
وقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ﴾ قد تقدَّم مثلُه في سورة سبأ.
* ﴿ وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾
قوله: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ﴾: مبتدأ وخبرٌ، وحالٌ، أي: أيُّ شيءٍ استقر لكم غيرَ مؤمنين؟
وقوله: ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ﴾ جملةٌ حالية من "يُؤمِنون". قال الزمخشري: "فهما حالان متداخلان و "لِتُؤْمنوا" متعلِّق بـ"يَدْعوا" أي: يدعوكم للإِيمان كقولك: دَعَوْتُه لكذا. ويجوزُ أَنْ تكونَ اللامُ للعلةِ، أي: يدعوكم إلى الجنةِ وغفرانِ اللهِ لأجلِ الإِيمانِ. وقيه بُعْدٌ.
قوله: ﴿وَقَدْ أَخَذَ﴾ حالٌ أيضاً وقرأ العامَّةُ "أَخَذَ" مبنياً للفاعلِ، وهو اللّهُ تعالى لتقدُّم ذِكْرِه. وأبو عمرو "أُخِذ" مبنياً للمفعول، حُذِفَ الفاعلُ للعِلْم به. و "ميثاقَكم" منصوبٌ في قراءة العامةِ، مرفوعٌ في قراءة أبي عمروٍ. و "إنْ كنتم" جوابُه محذوفٌ تقديرُه: فما يَمْنَعُكم من الإِيمانِ. وقيل: تقديرُه: إنْ كنتم مؤمنين لموجِبٍ ما، فهذا هو الموجِبُ. وقدَّره ابنُ عطية: "إنْ كنتم مؤمنين فأنتم في رتبةٍ شريفةٍ. وقد تقدَّمَتْ قراءتا "يُنَزَّل" تخفيفاً وتشديداً في البقرة. وزيد بن علي "أَنْزَل" ماضياً.
(١٣/٣٢٣)
---