ولا دليلَ له لأنَّ التقديرَ: ألا تَرَوْنني رجلاً؟.
فإن لم يكن مفرداً -وأعنى به المضاف والشبيهَ بهِ- أُعرب نصباً نحو: "لا خيراً من زيد" ولا عملَ لها في المعرفةِ البتة، وأمًّا نحوُ:
٩٦- تُبَكِّي على زيدٍ ولا زيدَ مثلُهُ * بريءٌ من الحمَّى سليمُ الجوانِحِ
وقول الآخر:
٩٧- أرى الحاجاتِ عند أبي خُبَيْبٍ * نَكِدْنَ ولا أميَّةَ في البلادِ
وقول الآخر:
٩٨- لا هيثَم الليلةَ للمَطِّي
وقولِه عليه السلام: "لا قريشَ بعد اليوم، إذا هَلَكَ كسرى فلا كسرى بعدَه" فمؤولٌ.
و "ريبَ" اسمُها، وخبرُها يجوز أن يكونَ الجارَّ والمجرورَ وهو "فيه"، إلا أن بني تميم لا تكاد تَذْكر خبرَها، فالأوْلَى أن يكون محذوفاً تقديره: لا ريبَ كائنٌ، ويكون الوقف على "ريب" حينئذ تاماً، وقد يُحذف اسمها ويبقى خبرُها، قالوا: لا عليك، أي لا بأسَ عليك، ومذهبُ سيبويه أنها واسمَها في محلِّ رفع بالابتداء ولا عمَل لها في الخبر، ومذهبُ الأخفش أن اسمَها في محلِّ رفع وهي عاملةٌ في الخبر. ولها أحكامٌ كثيرةٌ وتقسيماتٌ منتشرةٌ مذكورةٌ في النحو.
واعلم أن "لا" لفظٌ مشتركٌ ين النفي، وهي فيه على قسمين: قسمٌ تنفي فيه الجنسَ فتعملُ عمَل "إنَّ" كما تقدم، وقسمٌ تنفي فيه الوِحْدة وتعملُ حينئذ عملَ ليس، وبين النهي والدعاء فتجزم فعلاً واحداً، وقد تجيء زيادةً كما تقدَّم في ﴿وَلاَ الضَّآلِّينَ
﴾. و "ذلك" اسمُ إشارةٍ: الاسمُ منه "ذا"، واللامُ للبعدِ والكافُ للخطاب وله ثلاثُ رتبٍ: دنيا ولها المجردُ من اللام والكاف نحو: ذا وذي وهذا وهذي، ووسطى ولها المتصلُ بحرفِ الخطابِ نحو: ذاك وذَيْكَ وتَيْكَ، وقصوى ولها/ المتصلُ باللام والكاف نحو: ذلك وتلك، لا يجوز أن يُؤتى باللام إلا مع الكاف، ويجوز دخولُ حرفِ التنبيه على سائر أسماء الإشارة إلا مع اللام فيمتنعُ للطول، وبعضُ النحويين لم يَذْكرْ له إلا رتبتين: دنيا وغيرَها.
(١/٥٤)
---