قوله: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ﴾: فيه أوجهٌ، أحدُها: أنه منصوبٌ بـ"عذابٌ مُهينٌ". الثاني: أنه منصوبٌ بفعلٍ مقدرٍ. فقدَّره أبو البقاء "يُهانون أو يُعَذَّبون"، أو استقرَّ لهم ذلك يومَ يَبْعَثهم" وقَدَّره الزمخشري بـ اذْكُرْ قال: "تعظيماً لليوم". الثالث: أنه منصوبٌ بـ"لهم"، قاله الزمخشري. أي: بالاستقرار الذي تَضَمَّنه لوقوعِه خبراً. الرابع: أنه منصوبٌ بـ"أَحْصاه" قاله أبو البقاء. وفيه قَلَقٌ؛ لأنَّ الضميرَ في "أحْصاه" يعود على ما عَمِلوا.
* ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى﴾: "يكونُ" تامةٌ و "من نَجْوى" فاعلُها. و "مِنْ" مزيدةٌ فيه. ونجوى في الأصل مصدرٌ فيجوزُ أَنْ يكونَ باقياً على أصلِه، ويكون مضافاً لفاعِله، أي: ما يوجَدُ مِنْ تناجي ثلاثةٍ. ويجوز أَنْ يكونَ على حَذْفِ مضافٍ أي: مِنْ ذوي نَجْوى. ويجوزُ أَنْ يكونَ أطلق على الأشخاصِ المتناجينِ مبالغةً، فعلى هذَيْن الوجهَيْن ينخفضُ "ثلاثة" على أحدِ وجْهَين: إمَّا البدلِ مِنْ ذوي المحذوفة، وإمَّا الوصفِ لها على التقدير الثاني، وإمَّا البدلِ أو الصفةِ لـ"نَجْوَى" على التقدير الثالث.
(١٣/٣٥٠)
---


الصفحة التالية
Icon