* ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾
وقد تقدَّم قراءتا "ليحزنَ" بالضم والفتح في آل عمران. وقُرِىء بفتح الياءِ والزاي على أنه مسندٌ إلى الموصولِ بعده فيكونُ فاعلاً.
وقوله: ﴿وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ اسمُ "ليس" ضميراً عائداً على الشيطان، وأَنْ يكونَ عائداً على الحزنِ المفهومِ مِنْ "ليحزنَ" قاله الزمخشري. والأولُ أَوْلَى للتصريحِ بما يعود عليه. [وقرأ] الضحاك "ومعصيات" جمعاً.
قوله: ﴿لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا﴾ هذه الجملةُ التحضيضيةُ في موضع نصبٍ بالقول.
* ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾
وقرأ نافع وابن عامر وحفص وأبو بكرٍ بخلافٍ عنه بضم شين "انشُزوا" في الحرفَيْن، والباقون بكسرِها، وهما لغتان بمعنىً واحد. يُقال: نَشَزَ أي ارتفع يَنْشِز ويَنْشُزُ كعَرَش يَعْرِش ويَعْرُش، وعَكَفَ يَعْكِف ويَعْكُف. وقد تقدَّم الكلامُ على هذه المادة في البقرة.
قوله: ﴿فِي الْمَجَالِسِ﴾ قرأ عاصم "المجالس" جمعاً اعتباراً بأنَّ لكِّ واحدٍ منهم مجلساً. والباقون بالإِفراد، إذ المرادُ مجلسُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، وهو أحسنُ مِنْ كونِه واحداً أريد به الجمعُ. وقُرىء "في المجلَس" بفتح اللام وهو المصدرُ أي: تَفَسَّحوا في جلوسِكم ولا تتضايَقوا. وقرأ الحسن وداود بن أبي هند وعيسى وقادة "تَفاسَحُوا" والفُسْحَةُ: السَّعَةُ. وفَسَح له أي: وسَّعَ له.
(١٣/٣٥٣)
---


الصفحة التالية
Icon