وأبو ذر وأبو السَّمَّال "القَدُّوس" بفتح القاف. وقرأ العامَّةُ "المُؤْمِنُ" بكسر الميم اسمَ فاعل مِنْ آمَن بمعنى أَمَّن. وأبو جعفر محمد بن الحسين - وقيل ابن القعقاع -: بفتحها. فقال الزمخشري: "بمعنى المُؤْمَنِ به على حَذْفِ حرف الجر، كما تقول في قومَ موسى مِنْ قولِه ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾ المختارون". وقال أبو حاتتم: "لا يجوزُ ذلك، أي: هذه القراءة؛ لأنه لو كان كذلك لكان "المؤمَنُ به" وكان جارَّاً، لكن المؤمَنَ المطلقَ بلا حرفِ جر / يكون مَنْ كان خائفاً فأُمِّنَ" فقد رَدَّ ما قاله الزمخشريُّ.
* ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
قوله: ﴿الْجَبَّارُ﴾: اسْتَدَلَّ به مَنْ يقول: إن أمثلةَ المبالغةِ تأتي من المزيدِ على الثلاثةِ، فإنه مِنْ أَجْبَره على كذا، أي: قهره. قال الفراء: "ولم أسمع فعَّالاً مِنْ أَفْعلَ إلاَّ في جَبَّار وَدَّراك مِنْ أدرك" انتهى. واسْتُدْرك عليه: أَسْأَر فهو سَأر. وقيل: هو من الجَبْر وهو الإِصلاحُ. وقيل: مِنْ قولِهم نَخْلَةٌ جَبَّارة، إذ لم تَنَلْها الجُناةُ. قال امرؤ القيس:
٤٢٥٤ - سَوامِقُ جَبَّارٍ أثيثٍ فُروعُه * وعالَيْنَ قِنْواناً مِن البُسْر أَحْمرا
* ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
(١٣/٣٧١)
---


الصفحة التالية
Icon