* ﴿ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾
قوله: ﴿تُنجِيكُم﴾: الجملةُ صفةٌ لـ"تجارة" وقرأ ابن عامر "تُنْجِّيكم" بالتشديد. والباقون بالتخفيف. مِنْ أَنْجى، وهما بمعنىً واحدٍ؛ لأن التضعيفَ والهمزةَ مُعَدِّيان.
* ﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
قوله: ﴿تُؤْمِنُونَ﴾: لا محلَّ له لأنه تفسير لتجارة. ويجوز أَنْ يكونَ محلُّها الرفعَ خبراً لمبتدأ مضمرٍ أي: تلك التجارةُ تؤُمنون، والخبرُ نفسُ المبتدأ فلا حاجةَ إلى رابطٍ، وأَنْ تكونَ منصوبةَ المحلِّ بإضمارِ فعلٍ أي: أعني تؤْمنون. وجاز ذلك على تقديرِ "أَنْ" وفيه تَعَسُّفٌ. والعامَّةٌ على "تُؤْمنون" خبراً لفظاً ثابتَ النون. وعبد الله "آمِنوا" و "جاهِدوا" أمرَيْن. وزيد بن علي "تؤمنوا" و "تجاهِدوا" بحذف نونِ الرفع. فأمَّا قراءةُ العامَّة فالخبرُ بمعنى الأمرِ يَدُلُّ عليه القراءتان الشاذَّتان؛ فإن قراءةَ زيدِ بنِ علي على حَذْفِ لام الأمر أي: لِتؤمنوا ولتجاهِدوا كقوله:
٤٢٥٩ - محمدُ تَفْدِ نَفْسَك كلُّ نفسٍ *............................
وقوله: ﴿قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ﴾ في وجهٍ أي: لِتَفْدِ، وليقيموا، ولذلك جُزِمَ الفعلُ في جوابِه في قولِه: "يَغْفِرْ" وكذلك قولُهم: "اتقى اللَّهَ امرؤ فَعَلَ خيراً يُثَبتْ عليه" تقديرُه: ليتقِ اللَّهِ. وقال الأخفش: "إنَّ "تؤمنون" عطفُ بيان لتجارة" وهذا لا يُتَخَيَّلُ إلاَّ بتأويل أن يكونَ الأصلُ: أنْ تؤمنوا فلمَّا حَذَفَ "أن" ارتفع الفعلُ كقوله:
٤٢٦٠ - ألا أيُّهذا الزَّاجِريْ أَحْضُرَ الوغَى *..........................
(١٣/٣٩٣)
---