وقرأ أبو بكر "بما يعملون" بالغَيْبة، والباقون بالخطاب، وهما واضحتان. وقرأ أُبَي وعبد الله وبن جبير "فأَتَصَدَّقَ" وهي أصلُ قراءةِ العامةِ ولكنْ أُدْغِمَتْ التاءُ في الصاد.
سورة التغابن
* ﴿ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
قوله: ﴿لَهُ الْمُلْكُ﴾: مبتدأٌ وخبرٌ. وقدَّمَ الخبر ليفِيد اختصاصَ المُلْكِ والحمدِ بالله، إذ المُلُْ والحمدُ لله حقيقةٌ.
* ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾
قوله: ﴿وَصَوَّرَكُمْ﴾: قرأه العامَّةُ بضم الصادِ، وهو القياسُ في فُعْلَة. وقرأ زيدٌ بن علي والأعمش وأبو زيد بكسرِها، وليس بقياسٍ، وهو عكسُ "لُحَى" بالضمِّ، والقياسُ لِحى بالكسر.
* ﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
قوله: ﴿مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾: العامَّةُ على الخطابِ في الحرفَيْن. ورُوِي عن أبي عمروٍ وعاصمٍ بياء الغَيْبةِ، فتحتملُ الالتفاتَ وتحتملُ الإِخبارَ عن الغائبين.
* ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوااْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾
قوله: ﴿بِأَنَّهُ﴾: الهاءُ للشأنِ والحديثِ، و ﴿كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم﴾ خبرُها و "استغنى" بمعنى المجرَّد. وقال الزمخشري: "ظَهَر غِناه فالسين ليسَتْ للطلبِ".
قوله: ﴿أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا﴾ يجوزُ أَنْ يرتفعَ على الفاعلية، ويكونَ من الاشتغال، وهو الأرجحُ لأنَّ الأداةَ تطلبُ الفعلَ، وأن يكونَ مبتدأً وخبراً. وجُمع الضميرُ في "يَهْدوننا" إذ البشرُ اسمُ جنسٍ.
(١٤/٨)
---


الصفحة التالية
Icon