* ﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
قوله: ﴿يَهْدِ قَلْبَهُ﴾: بالياءِ مجزوماً جواباً للشرط قراءة العامَّة. وابن جبير وابن هرمز وطلحة والأزرق بالنون والضحاك وأبو جعفر وأبو عبد الرحمن "يُهْدَ" مبنياً للمفعولِ "قلبُه" قائم مقامَ الفاعلِ. ومالك بن دينار وعمرو بن دينار" يَهْدَأْ" بهمزة ساكنة، "قلبُه" فاعلٌ به بمعنى يطمئنُّ ويَسْكُن. وعمرو بن فائد "يَهْدا" بألفٍ مبدلة من الهمزة كالتي قبلَها، ولم يَحْذِفْها نظراً إلى الأصل وهو أفصح اللغتين. وعكرمة ومالك بن دينار أيضاً يَهْدَ بحذفِ هذه الألفِ إجراءً لها مُجرى الألفِ الأصليةِ كقولِ زهير:
٤٢٧٠ - جَريءٌ متى يُظْلَمْ يُعاقِبْ بِظُلْمِه * سريعاً وإنْ لا يُبْدَ بالظلمِ يُظْلَمِ
وقد تقدَّم إعرابُ ما قبلَ هذه الآيةِ وما بعدها.
* ﴿ فَاتَّقُواْ اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
قوله: ﴿خَيْراً لأَنفُسِكُمْ﴾: فيه أوجهٌ، أحدها: - وهو قولُ سيبويه - أنه مفعولٌ بفعل مقدرٍ، أي: وَأْتُوا خيراً كقولِه: ﴿انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ﴾. الثاني: تقديرُه: يكنِ الإِنفاقُ خيراً، فهو خبرُ كان المضمرة، وهو قولُ أبي عبيد. الثالث: أنه نعتُ مصدرٍ محذوفٍ، وهو قولُ الكسائيِّ والفارء، أي: إنفاقاً خيراً. الرابع: أنه حالٌ وهو قولُ الكوفيين. الخامس: أنه مفعولٌ بقولِه: "أَنْفِقوا"، أي: أَنْفقوا مالاً خيراً. وقد تقدَّم الخلافُ في قراءةِ "يُضاعِفْه" و ﴿يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ﴾


الصفحة التالية
Icon