* ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِّتَعْلَمُوااْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
قوله: ﴿مِثْلَهُنَّ﴾: العامَّةُ بالنصب، وفيه وجهان، أحدُهما: أنه عطفٌ على "سَبْعَ سمواتٍ" قاله الزمخشري. واعترض الشيخُ بلزومِ الفَصْلِ بين حرفِ العطفِ، وهو على حرفٍ واحدٍ، وبين المعطوفِ بالجارِّ والمجرورِ، وهو مختصٌّ بالضرورةِ عند أبي عليّ. قلت: وهذا نظيرُ قولِه: ﴿آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً﴾ عند ابنِ مالك، وقد تقدَّم تحريرُ هذا الخلافِ في البقرة والنساء وهو عند قولِه: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ﴾، و ﴿وَمِن وَرَآءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ والثاني: أنه منصوبٌ بمقدَّر بعد الواوِ، أي: وخَلَق مثلَهُنَّ من الأرضِ. واختلف الناس في المِثْلِيَّة، فقيل: مِثْلُها في العدد. وقيل: في بعض الأوصاف فإنَّ المِثْلِيَّةَ تَصْدُقُ بذلك، والأول هو المشهورُ. وقرأ عاصم في رواية "مثلُهُنَّ" بالرفع على الابتداء والجارُّ قبلَه خبرُه.
قوله ﴿يَتَنَزَّلُ﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً، وأن يكونَ نعتاً لِما قبله، وقاله أبو البقاء. وقرأ أبو عمروٍ في روايةٍ وعيسى "يُنَزِّل" بالتشديد، أي: الله، "الأمر" مفعولٌ به، والضميرُ في "بينهنَّ" عائد على السموات والأرضين عند الجمهور، أو على السموات والأرض عند مَنْ يقولُ: إنها أرضٌ واحد.
قوله: ﴿لِّتَعْلَمُوااْ﴾ متعلقٌ بـ"خَلَقَ" أو بـ"يَتنزَّل" والعامَّةُ "لتعلَموا" خطاباً، وبعضُهم بياء الغَيْبة.