[قوله:] ﴿وَحُمِلَتِ الأَرْضُ﴾: قرأه العامَّةُ بتخفيف الميمٍ، أي: وحَمَلَتْها الريحُ أو الملائكةُ أو القُدرة ثم بُني. وقرأ ابنُ عامرٍ في روايةٍ والأعمش وابن أبي عبلة وابن مقسم بتشدِيدِها، فجازَ أَنْ يكونَ التشديدُ للتكثير فلم يُكْسِبِ الفعلَ مفعولاً آخرَ، وجازَ أَنْ يكونَ للتعدية، فيُكْسِبَه مفعولاً آخرَ، فيُحْتمل أَنْ يكونَ الثاني محذوفاً، والأولُ هو القائمُ مقامَ الفاعلِ تقديرُه: وحُمِّلَتِ الأرضُ والجبالُ ريحاً تُفَتِّتُها؛ لقوله ﴿فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً﴾. وقيل: التقدير حُمِّلَتها ملائكةً. ويُحْتَمَل أَنْ يكونَ الأولُ هو المحذوفَ، والثاني هو القائمُ مقامَ الفاعلِ.
قوله: ﴿فَدُكَّتَا﴾: أي: الأرضُ والجبالُ؛ لأنَّ المرادَ الشيئان المتقدِّمان كقوله: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ﴾
* ﴿ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾
قوله: ﴿فَيَوْمَئِذٍ﴾: منصوبٌ بـ"وَقَعَتْ". و "وقعتِ الواقعةُ" لا بُدَّ فيه مِنْ تأويلٍ: وهو أَنْ تكونَ "الواقعةُ" صارَتْ عَلَمَاً بالغَلَبة على القيامة أو الواقعةِ العظيمة، وإلاَّ فـ"قام القائم" لا يجوزُ؛ إذ لا فائدةَ فيه، وتقدَّم هذا في قوله ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾. والتنوين في "يومئذٍ" للعوضِ مِنْ الجملةِ، تقديره: يوم إذ نُفِخَ في الصُّور.
* ﴿ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾
(١٤/٧٠)
---