قوله: ﴿رَّاضِيَةٍ﴾: فيها ثلاثةُ أوجهٍ، أحدُها: أنه على المجازِ، جُعِلَتِ العِيشةُ راضيةً لمحَلِّها وحُصولِها في مُسْتحقِّيها، أو أنها لا حالَ أكملُ مِنْ حالِها. الثاني: أنَّه على النَّسَبِ أي: ذاتِ رِضا نحو: لابِن وتامِر. الثالث: أنها ممَّا جاء فيه فاعِل بمعنى مَفْعول نحو: ﴿مِن مَّآءٍ دَافِقٍ﴾ أي: مَدْفوق، كما جاء مَفْعول بمعنى فاعِل كقولِه: ﴿حِجَاباً مَّسْتُوراً﴾ أي: ساتِراً، وقد تقدَّم ذلك.
* ﴿ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾
والقُطوف: جمعُ قِطْفٍ، وهو فِعْل بمعنى مَفْعول كالرِّعْي والذِّبْح وهو ما يَجْتَنيه الجاني مِن الثمار.
* ﴿ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾
قوله: ﴿كُلُواْ﴾: أي: يُقال لهم: كُلوا: و "هَنيئاً" قد تقدَّم في أولِ النساء. وجَوَّز الزمخشريُّ فيه هنا أن ينتصِبَ نعتاً لمصدرٍ محذوفٍ أي: أَكْلاً هَنيئاً، وشُرْباً هنيئاً، وأَنْ ينتصِبَ على المصدرِ بعاملٍ مِنْ لفظِه مقدرٍ أي: هَنِئْتُمْ بذلك هَنيئاً. و "بما أَسْلَفْتُم" الباءُ سببيةٌ، و "ما" مصدريةٌ أو اسميةٌ.
* ﴿ مَآ أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ﴾
قوله: ﴿مَآ أَغْنَى﴾: يجوز أَنْ يكونَ نفياً، وأَنْ يكونَ استفهامَ توبيخٍ لنفسِه.
* ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴾
وقوله: ﴿خُذُوهُ﴾ كقولِه: ﴿كُلُواْ﴾ في إضمار القولِ. وقوله: ﴿ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ﴾ تقديمُ المفعولِ يُفيد الاختصاصَ عند بعضهم؛ ولذلك قال الزمخشري: "ثم لا تَصْلُوه إلاَّ الجحيمَ". قال الشيخ: "وليس ما قاله مَذْهَباً لسيبويه ولا لحُذَّاقِ النحاة". قلت: قد تقدَّمَتْ هذه المسألةُ مُتْقَنَةً، وأنَّ كلامَ النحاةِ لا يأبى ما قاله.
* ﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ ﴾
(١٤/٧٦)
---


الصفحة التالية
Icon