قوله: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ﴾: هذه قراءةُ العامَّةِ. تَفَعَّل من القولِ مبنيّاً للفاعلِ. وقال الزمخشري: "التقوُّلُ افعتالُ القولِ؛ أن فيه تكلُّفاً من المُفْتَعِل". وقرأ بعضُهم "تُقُوِّل" مبنياً للمفعول. فإن كان هذا القارىءُ رفع "بعضُ الأقاويل" فذاك، وإلاَّ فالقائمُ مَامَ الفاعلِ الجارُّ، وهذا عند مَنْ يرى قيامَ غيرِ المفعول به مع وجودِه. وقرأ ذكوان وابنه محمد "يقولُ" مضارعُ "قال". والأقاويلُ: جمعُ أقوالٍ، وأقوالٌ جمع قَوْل، فهو نظير "أبابيت" جمعُ أَبْيات جمعُ بَيْت. وقال الزمخشري "وسَمَّى الأقوالَ المتقوَّلةَ أقاويلَ تصغيراً لها وتحقيراً، كقولك: أعاجيب، وأضاحيك، كأنها جمع أُفْعُولة من القَوْل".
* ﴿ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ﴾
قوله: ﴿بِالْيَمِينِ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ الباءُ على أصلِها غيرَ مزيدةٍ والمعنى: لأَخَذْناه بقوةٍ مِنَّا، فالباءُ حاليةٌ، والحالُ من الفاعلِ، وتكون في حكم الزائدةِ. واليمينُ هنا مَجازٌ عن القوةِ والغَلَبة، وأَنْ تكونَ مزيدةً، والمعنى: لأَخَذْنا منه يمينَه، والمرادُ باليمين الجارِحَةُ، كما يُفْعَلُ بالمقتول صَبْراً يُؤْخَذُ بيميِنه، ويُضرب بالسيفِ في جيده مواجهةً، وهو أشَدُّ عليه. والوتينُ نِياطُ القلبِ، إذا انقطعَ ماتَ صاحبُه. وقال الكلبي: "هو عِرْقٌ بين العِلْباء والحُلْقوم، وهما عِلْباوان، بينهما العِرْقُ، والعِلْباءُ: / عَصَبُ العُنُق". وقيل: عِرْقٌ غليظٌ تصادِفُه شَفْرة الناحِرِ. قال الشمّاخ:
٤٣٢٤ - إذا بَلَّغْتِني وحَملْتِ رَحْلِي * عَرابةَ فاشْرَقي بدم الوتينِ
* ﴿ فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾
(١٤/٨٣)
---


الصفحة التالية
Icon