قوله: ﴿وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ﴾ قال الزمخشري: "فإنْ قلتَ: كيف قال: "ويُؤَخِّرْكم" مع إخبارِه بامتناعِ تأخيرِه؟ قلت: قضى اللَّهُ أنَّ قوم نوحٍ إنْ آمنوا عَمَّرَهم ألفَ سنةٍ، وإن بَقُوا على كُفْرِهم أَهْلكهم على رأس تسعمِئة. فقيل لهم: إن آمنتم أُخِّرْتم إلى الأجلِ الأطولِ، ثم أخبرهم أنَّه إذا جاء ذلك الأجلُ الأمَدُّ لا يُؤَخَّرُ" انتهى. وقد تَعَلَّق بهذه الآيةِ مَنْ يقولُ بالأَجَلَيْنِ. وتقدَّم جوابُه. وقوله: ﴿لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ جوابُها محذوفٌ أي لبادَرْتُمْ إلى ما أَمَرَكم به.
* ﴿ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوااْ أَصَابِعَهُمْ فِيا آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً ﴾
قوله: ﴿لِتَغْفِرَ﴾: يجوزُ أَنْ تكونَ للتعليل، والمدعُوَّ إليه محذوفٌ أي: دَعَوْتُهم للإِيمان بك لأجلِ مغفرتِك لهم، وأَنْ تكونَ لامُ التعديةِ ويكونُ قد عبَّر عن السببِ بالمُسَبَّبِ الذين هو جَعْلُهم. والأصلُ: دَعَوْتُهم للتَّوْبةِ التي هي سبَب في الغُفْران. و "جعلوا" هو العاملُ في "كلما" وهو خبر "إنِّي".
قوله: ﴿لَيْلاً وَنَهَاراً﴾ ظرفان لـ"دَعَوْت" والمرادُ الإِخبارُ باتصالِ الدعاءِ، و أنه / لا يَفْتُرُ عن ذلك. و "إلاَّ فِراراً" مفعولٌ ثانٍ وهو استثناءٌ مُفَرَّغٌ.
* ﴿ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً ﴾
(١٤/١٠٢)
---


الصفحة التالية
Icon