وقرأ ابنُ عباس وزيدُ علي "لِيُعْلَمَ" مبنياً للمفعول. وقرأ ابن أبي عبلةَ والزُّهْري "لِيُعْلِمَ" بضمِّ الياءِ وكسرِ اللامِ أي: لِيُعْلِمَ اللَّهُ ورسولُه بذلك. وقرأ أبو حيوة "رسالة" بالإِفرادِ، والمرادُ الجمعُ. وابن أبي عبلة "وأُحِيْط وأُحْصِيَ" مبنين للمفعول، "كلُّ" رفعٌ بأُحْصِي.
قوله: ﴿عَدَداً﴾ يجوزُ أَنْ يكونَ تمييزاً مقنولاً من المفعولِ به. والأصل: أحصى عددَ كلِّ شيءٍ كقولِه تعالى: ﴿وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً﴾ أي: عيونَ الأرض، على خلافٍ سَبَقَ في ذلك. ويجوزُ أَنْ يكونَ منصوباً على المصدرِ من المعنى؛ لأنَّ "أحصَى" بمعنى عَدَّ، فكأنه قيل: وعَدَّ كلَّ الفعل، والفعلُ إلى المصدر. ومَنَعَ مكي كونَه مصدراً للإِظهار فقال: "عَدَداً" نَصْبٌ على البيانِ، ولو كان مصدراً لأدغم" قلت: يعني: أنَّ قياسَه أَنْ يكونَ على فَعْل بسكونِ العين، لكنه غيرُ لازمٍ فجاء مصدرُه بفتح العين. ولمَّا كان "لِيَعْلَمَ" مضمَّناً معنى: قد عَلِمَ ذلك، جازَ عَطْفُ "وأحاط" على ذلك المقدَّرِ.