وعن أنس أيضاً "تسعةُ أَعْشُرَ" بضم "تسعةُ" وأَعْشُرَ بهمزةٍ مفتوحةٍ ثم عينٍ ساكنةٍ ثم شين مضمومة. وفيها وجهان، قال أبو الفضل: "يجوزُ أَنْ يكونَ جمعَ العَشَرةَ على أَعْشُر ثم أجراه مُجْرى تسعة عشر". وقال الزمخشري: "جمع عَشير، مثل يَمين وأَيْمُن. وعن أنسٍ أيضاً "تسعَةُ وَعْشُرَ" بضم التاءِ وسكونِ العينِ وضمِّ الشين واوٍ مفتوحةٍ بدلَ الهمزةِ. واتخريجُها كتخريجِ ما قبلَها، إلاَّ أنَّه قَلَبَ الهمزةَ واواً مبالغةً في التخفيفِ، والضمةُ كما تقدَّم للبناءِ لا للإِعرابِ. وقنل المهدويُّ أنه قُرِىءَ "تسعةُ وَعِشَرْ" قال: "فجاء به على الأصلِ قبلَ التركِيبِ وعَطَفَ "عشراً على ستعة" وحَذَفَ التنوينَ لكثرةِ الاستعمالِ، وسَكَّنَ الراءَ مِنء عشر على نيةِ الوقفِ.
وقرأ سليمان بن قتة بضمِّ التاءِ، وهمزةٍ مفتوحةٍ، وسكونِ العين، وضم الشين وجرِّ الراءِ مِنْ أَعْشُرٍ، والضمةُ على هذا ضمةُ إعرابٍ، لأنه أضاف الاسمَ لِما بعده، فأعربَهما إعرابَ المتضايفَيْنِ، وهي لغةٌ لبعضِ العربِ يَفُكُّون تركيبَ الأعدادِ ويُعْرِبُونهما كالمتضايفَيْنِ كقول الراجز:
٤٣٩٣ - كُلِّفَ مِنْ عَنائِه وشِقْوَتِهْ * بنتَ ثماني عَشْرَةٍ مِنْ حَجَّتِهْ
قال أبو الفضل: " ويُخْبَرُ على هذه القراةِ - وهي قراءةُ مَنْ قرأ "أَعْشُر" مبنياً أو معرباً من حيث هو جمعٌ - أنَّ الملائكةَ الذين هم على سَقَرَ تسعون مَلَكاً.
(١٤/١٦٦)
---